أخطاء شائعة في علاج اليرقان (الصفراء) في الرضع

أخطاء شائعة في علاج الصفار

الصفار (اليرقان) Jaundice في حديثى الولادة

• الصفار هو عبارة عن زيادة انتاج مادة صفراء تُسمي (البيليريوبين)، والتي تنتج من تحلل كريات الدم الحمراء، مما يؤدي إلي إصفرار الجلد ولون العينين.

• في الأحوال الطبيعية يكوّن الجسم مادة البيليريوبين بشكل طبيعي، من موت وتكسّر خلايا الدم الحمراء بكميات صغيرة ويقوم الكبــد بتصفيتهــا مــن مجــرى الــدم وإفرازهــا فـي مجـرى الأمعـاء، ليتخلـص منهـا الجسـم فـي البـراز.

وبالتالي فإن الصفار ينتج إما من زيادة تكسر خلايا الدم الحمراء أو نتيجة خلل في وظائف الكبد أو نتيجة انسداد في الأمعاء.

✅️ اسباب الصفراء (اليرقان) في الرضع

▪️ أسباب طبيعية (فسيولوجية) للصفار :

• يعتبر الصفار من الأمور الشائعة في أول أسابيع من عمر الطفل و في اغلب الحالات يكون السبب فسيولوجي (اي طبيعي)،

ويرجع حدوث الصفار الفسيولوجي لعدة أسباب :

✔️ يعيش الجنين داخل الرحم في بيئة الي حد ما قليلة الأكسجين، مما يؤدي الي تكوين اعداد كبيرة من كريات الدم الحمراء، وبعد الولادة نتيجة توفر الأكسجين يحدث تكسير لأغلب هذه الكريات الحمراء فتنتج مادة الصفراء بكميات كبيرة، 

✔️ قصر عمر كريات الدم الحمراء في حديثي الولادة مقارنة بالبالغين وهذا يعني معدل تكسّر أكثر لكريات الدم الحمراء وتكوين البيليريوبين بكميات أكبر.

✔️ تعتبر كبد الرضيع لازالت غير مكتملة النضوج من الناحية الوظيفية، فلا تستطيع التعامل مع البيليريوبين الناتج أو التخلـص منه بمـا يكفـي، مما يؤدي إلي زيادته في مجري الدم وترسبه في الجلد والعينين.

✔️ تأخر خروج البراز لدي حديثي الولادة قد يؤدي إلي تأخر إخراج البيليريوبين ومن ثم إعادة إمتصاصه للجسم.

▪️ أسباب مرضية للصفار :

🎗 ️تحلل دم الطفل كما في حالات :
✔️ اختلاف فصيلة دم الجنين عن فصيلة دم الأم بحيث يصبح جسم الطفل حاملًا لأجسام مضادة من الأم تسبب تكسير كريات الدم الحمراء لديه بسرعة
✔️ وجود أمراض وراثية في كريات الدم الحمراء مثل الثلاسيميا، فقر الدم المنجلي
✔️ النزيف الداخلي كما في حالة الكدمات والنزف الرأسي في حالات الولادة المتعسرة.
✔️ عدوي في دم الطفل او التهاب المسالك البولية
✔️ عدوي بكتيرية أو فيروسية أثناء الحمل

🎗 كسل الغدة الدرقية

🎗 ️خلل في وظائف الكبد

🎗 ️انسداد القنوات الصفراوية للطفل

✅️ العلامات التي تدل علي ان الصفراء فسيولوجية وليست مرضية

✔️️ عدم ظهورها في اليوم الأول، حيث تظهر دائماً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة
✔️️ تكون نسبتها بسيطة وغير شديدة
✔️️ تختفي تلقائياً بعد اسبوع الي اسبوعين من عمر الطفل.
✔️️ ولا تكون مصحوبة بأي أعراض أخري، أو مصحوبة ببعض الأعراض مثل :

• نوم الطفل لساعات طويلة

• رفض الرضاعة

• صراخ غير طبيعي

💡أحياناً يمكـن أن تطـول مـدة الصفـراء الفيسـيولوجيه أو تكـون شـديده فـي حالات الولادة المبكرة و الجفـاف

✅️ علامات تدل علي ان الصفراء قد تكون مرضية 

وتستدعي تقييم بشكل عاجل من قبل طبيب اطفال مثل:

✔️ ظهور الصفراء في اليوم الأول من عمر الطفل
✔️  استمرارها لأكثر من اسبوعين
✔ ️استفراغ متكرر
✔ ️وجود صعوبة في الرضاعة
✔️ حدوث تشنجات او حركات غير طبيعية
✔ ️خمول
✔ ️طفح جلدي
✔ ️لون البراز يصبح مثل لون الطين او أبيض..
✔ ️لون البول يصبح غامق
✔ ️احد أبنائك حدث معاه صفار شديد وتم إدخاله الحضانه واحتاج علاج بالضوء او تغيير دم .

✅️ هل الرضاعة الطبيعية تزيد الصفار ❓️ وهل يستدعي الصفار  إيقاف الرضاعة الطبيعية ❓️

▪️يصاب 30% من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية بصفار الرضاعة الطبيعية Breast-feeding jaundice,  ويحدث ذلك نتيجة قلة إدرار حليب الأم مما يقلل عدد مرات تبرز الطفل، وبالتالي تأخر إخراج مادة الصفراء من الجسم. وعادة ما تظهر  الأعراض بعد 5 - 7 ايام من عمر الطفل من ثما تبدأ في الإنخفاض لتعود إلي مستواها الطبيعي بعد أسبوعين.

▪️الآلية الأخري أو السبب الأخر لحدوث الصفار أثناء الرضاعة الطبيعية هو "صفار حليب الثدي" breast milk jaundice, وهو نادر الحدوث (يحدث في اقل من 3% من الرضع). و يُعتقد أنه يحدث نتيجة وجود انزيم في حليب الأم (β-glucuronidase) يثبط عمل البروتينات المسؤولة عن ايض وتكسير البيليريويبن في كبد الرضيع . وتظهر أعراضه عادة بعد الأسبوع الأول من عمر الرضيع وقد يستمر لعدة أسابيع. إلا أنه غالباً لايسبب مضاعفات خطيرة.

▪️في أغلب الحالات لايتم إيقاف الرضاعة الطبيعية بل و يجب الإستمرار في الرضاعة، حيث أن ذلك من جهة يزيد من إدرار  حليب الأم، ومن جهة أخري يحسّن تغذية الرضيع و يزيد من حركة أمعاءه وبالتالي التخلص من الصفراء، كما تقي الرضيع من حدوث الجفاف، كما أن صفار حليب الثدي هو حالة مؤقتة ولا يسبب اي مضاعفات خطيرة، فلا يجب إن يمنع فوائد الرضاعة الطبيعية.

▪️في حالات نادرة قد ينصح الطبيب بإيقاف الرضاعة الطبيعية لفترة مؤقتة (من 24 - 48 ساعة), ليتأكد من أن الصفار سببه حليب الأم، مع مراقبة معدل نزول الصفراء في الدم عن طريق التحليل، فمن المفترض أن تقل نسبتها خلال 6 ساعات 4 أو 5 درجات، وإذا انخفضت بالفعل بدرجة ملحوظة يجب الاستمرار في التوقف عن الرضاعة لمدة 48 ساعة، وبعدها من الممكن العودة لإرضاع الطفل من الثدي مرة أخرى. وإذا لم تنخفض الصفراء بدرجة كبيرة رغم إيقاف الرضاعة، يجب البحث عن أي سبب آخر لها ومعالجته. مع ضرورة شفط الحليب من الثدي كل ساعتين والتخلص منه أثناء هذه الفترة، للمحافظة علي نسبة ادرار حليب الأم.

✅️  طرق تشخيص الصفار

✔️ يعتمد الطبيب بشكل مبدئي علي الكشف الإكلينيكي، من خلال رؤية لون الجلد والعينين ويمكن ان يضغط برفق على جبين الطفل أو صدره، حيث تبدو البشرة صفراء في مكان الضغط. كما أنه كلما زادت نسبة انتشاره من أعلي الجسم لأسفله، فذلك دلالة علي تراكيز أعلي من الصفراء في الدم. 

✔️ إجراء تحليل لقياس نسبة البيليريوبين في الدم، حيث أن  مســتوى البيليروبيــن سيحدد الخطــة العالجيــة المناســبه للطفــل.

✔️ قد يتم إجراء فحوصات إضافية إذا كان هناك علامات تدل علي أن الصفار مرضي وليس فسيولوجي. مثل صورة الدم الكاملة، فصيلة الدم، وظائف الكبد، الغدة الدرقية و عمل أشعة على القنوات المرارية لاستبعاد وجود انسداد بها...

✅️ نسبة الصفراء في الدم متي تكون طبيعية ومتي تكون خطيرة ❓️

▪️تبلغ نسبة البيليروبين الطبيعية في الدم أقل من 1 ملليغرام/ ديسيلتر

▪️يشخص الصفار عند حديثي الولادة عندما تزداد مستويات البيليروبين عن 5 ملليغرام/ ديسيلتر.

▪️ في الصفار الفسيولوجي: يبدأ البيليريوبين بالإرتفاع في اليوم 2 - 4 بعد الولادة، وتبلغ نسبته عادة 5- 6 ملليغرام/ ديسيلتر، ونادراً ما يتعدي ال 12 ملليغرام/ ديسيلتر

▪️في صفار الرضاعة الطبيعية تبدأ نسب البيليريوبين بالإرتفاع في اليوم 5 - 7 بعد الولادة , وتصل مستوياته عادة بين 12- 20 ملليغرام/ ديسيلتر.

▪️في الصفار المرضي تكون مستويات البيليروبين أعلى من 15 ملليغرام/ ديسيلتر من اليوم الأول لعمر الرضيع

▪️لا توجد أي خطورة من الصفار طالما لم تتعدي نسبته في الدم 12 - 15 ملليغرام/ ديسيلتر

▪️في حالة تخطي الصفار نسبة 12 - 15 ملجم/ديسيلتر، فسيحتاج لدخول الحضانة و للتدخل بالمعالجة الضوئية.

▪️و في حالة وصوله لنسبة أكثر من 20 ملجم/ديسيلتر، فقد تصل لخلايا مخ الطفل ويسبب تلف دائم للدماغ وإصابة الطِّفل بالتشنجات وتأخر في النمو واحيانا الوفاة. 

✅️ ما هي خطورة إرتفاع الصفراء في جسم الطفل الرضيع ❓️

▪️في حالات الصفار الفسيولوجي يكون غالباً إرتفاع البيليريوبين بسيط و سرعان ما ينزل إلي مستوياته الطبيعية دون أي مضاعفات.

▪️أما في حالة الصفار المرضي، فقد يصل البيليريوبين لمستويات عالية وحيث أن البيليريوبين يعتبر سـامًّا لخلايـا الدمـاغ فقد تسبب التراكيز العالية اعتـال الدمـاغ الحـاد encephalopathy والذي قد يتسبب في تلـف دائـم للدمـاغ ،و الذي يــؤدي إلـي حركات لا إراديـة و الشلل الدماغـي ، وفقـدان السـمع وتأخـر النمـو العصبـي والجسـمي.

✅️ أخطاء شائعة في علاج اليرقان في الرضع

❌️ التوقف عن الرضاعة الطبيعية ظناً من الأمهات انها تسبب زيادة الصفار ، وذلك غير صحيح فحليب الأم هو العلاج الأكثر فاعلية للقضاء على الصفراء الفسيولوجية للأطفال.

❌ إعطاء المولود الماء و السكر أو منقوع التمر لتقليل الصفار و هذا خطأ كبير لأنه سيعرض الوليد للجفاف و يقلل الغذاء اللازم لنمو الجسم مما يزيد نسبة الصفار و لا يقلله و الصحيح زيادة إعطاء الحليب و إرضاعه بشكل متكرر كما أن الجهاز الهضمي غير ناضج للتعامل مع سكر الفواكه في التمر والسكر المضاف.

❌ إستخدام الضوء الأبيض ( النيون ) أو الضوء العادي و جعله ينام و الضوء مفتوح و هذا خطأ لأن العلاج الضوئي المستخدم المستخدم في المشافي لعلاج اليرقان ذو أطوال موجية محددة لها فاعلية لعلاج الصفراء أما الضوء العادي فذو أطوال موجية لا تؤثر على الجلد و لا تقلل الصفار.

❌ عدم إلباس الوليد الملابس الصفراء لكون جلده يمص اللون الأصفر فيزداد اليرقان و هذا إعتقاد خاطيء

❌ تعليق بعض الأعشاب و الثوم ( سبع ثومات !!) بملابس الطفل لكونها ستمتص الصفار من المولود .

✅ التعامل الصحيح مع اليرقان

🔴 عندما تلاحظين اصفرار عند طفلك بادر بعرضه على طبيب اطفال لتشخيصه وتقييمه وعلاجه بشكل مناسب.

🔴 سيقوم الطبيب بفحص الرضيع، وسيتم طلب تحليل البيريليوبين لمعرفة درجة إرتفاع الصفراء.

🔴 في الحالات البسيطة يتم طمئنة الأم بأن الصفار سيختفي لوحده خلال اسبوع أو أسبوعين بدون أي علاج، مع المتابعة وقياس نسبة الصفراء كل عدة أيام حتي تعود لمستواها الطبيعي. أما في الحالات المتوسطة و الشديدة فسيحتاج الطفل لعلاجات إضافية.

🔴 يُنصح بزيادة تكرار الرضاعة (يجب أن يتناول المولود من 8 إلى 12 رضعة في اليوم) .حيث ان امداد الطفل بجرعات أكثر من الحليب، يُسبِّب المزيد من حركات الأمعاء؛ مما يُؤدِّي إلى زيادة كمية البيليروبين التي يتم التخلُّص منها في بُراز طفلكِ (حيث أن أفضل طريقة لعلاج الصفار هو التغذية الكافية)

🔴 قد يحتاج الطفل العلاج بالضوء (المعالجة الضوئية Phototherapy). حيث يوضَع طفلك تحت مصباح خاص ينبعث منه ضوء في الطيف الأزرق - الأخضر. حيث يغير هذا الضوء شكل جزيئات البيليروبين وتركيبها بطريقة تُمكِّن الجسم من التخلص منها مع البول والبراز. وأثناء العلاج، يرتدي طفلك حفاضًا فقط ولصقات لحماية العينين.

🔴  قد يحتاج الطفل إلــى سوائل وريدية لتجنب الجفــاف بســبب حـرارة المصباح.

🔴 مع متابعة مستويات البيليروبين فــي الدم كل 6 إلـى 12سـاعة.

✅️ علاج الحالات الشديدة للصفراء 

(غالبا في الصفار المرضي وليس في الصفار الفسيولوجي)

✔️ حقن الغلوبولين المناعي من خلال الوريد (IVIg). قد يكون اليرقان مرتبطًا باختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل مما يؤدي إلي انتقال أجسام مضادة من الأم إلي الطفل تسبب تكسير كريات الدم الحمراء لديه بسرعة. ومن الممكن أن يؤدي حقن الطفل بالغلوبولين المناعي من خلال الوريد — وهو بروتين في الدم يمكنه تقليل مستويات الأجسام المضادة — إلى التخفيف من اليرقان وتقليل حاجة الطفل لنقل الدم واستبداله، ومع ذلك فإن نتائجه ليست قاطعة.

✔️ نقل الدم و إستبداله : في حالات نادرة، عندما لا يستجيب اليرقان الشديد للعلاجات الأخرى، يحتاج الطفل لإستبدال دمه بنقل دم جديد له. في هذه العملية، تُسحب كميات صغيرة من دم الطفل على نحو متكرر وتُستبدل بعينات أخرى من دم المتبرع، مما يخفف تركيز البيليروبين والأجسام المضادة المنقولة من الأم — تُجرى هذه العملية في وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة