هرمون الحليب و علاقته بالحمل

هرمون الحليب و علاقته بالحمل



⭕️ إرتفاع هرمون الحليب :  الأسباب و أعراض الإرتفاع


هرمون الحليب او ما يُعرف طبياً بإسم "هرمون البرولاكتين"، هو هرمون يُفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية الواقعة في منتصف قاع المخ ، وهو مسؤول عن نمو نسيج الثدي أثناء البلوغ، ونمو و تطور الغدد اللبنية أثناء الحمل والرضاعة وإنتاج الحليب.




• تكون المعدلات الطبيعية لهرمون الحليب في الحالات الطبيعية لغير المرضع وغير الحامل أقل من 25 نانوجرام/مليليتر.


• أثناء الحمل ترتفع معدلات هرمون الحليب بشكل تدريجي، تحت تأثير هرمون الإستروجين فيرتفع من 25 نانوجرام/مللي في بداية الحمل ليصل إلي 600 نانوجرام/مللي.
وعلي الرغم من وجود هذه التراكيز العالية من هرمون الحليب في دم الأم، إلا أنه لا يحدث إفراز للحليب في الثدي، وذلك بسبب ارتفاع هرمونات الإستروجين و البروجيستيرون أثناء الحمل التي تعمل علي تثبيط مستقبلات هرمون الحليب في الغدد اللبنية، و بعد الولادة و نتيجة للإنخفاض السريع لهرموني الإستروجين و البروجيستيرون يبدأ هرمون الحليب بالعمل، فيحفز انتاج و افراز الحليب في الثدي.


ومن الأسباب المؤدية لإرتفاع هرمون الحليب :


🔅 اورام الغدة النخامية المُفرزة للبرولاكتين
🔅 كسل الغدة الدرقية
🔅 بعض الأدوية مثل المهدئات و مضادات الإكتئاب
🔅 متلازمة تكيسات المبيض
🔅 كما يرتفع هرمون الحليب بشكل فسيولوجي بعد الأكل وفي حالات التوتر و الإجهاد وممارسة التمارين وكذلك اثناء النوم و الحمل و الرضاعة وعند تنبيه الحلمة الشديد باليد او المص كما في حالات فحص الثدي او اثناء الجماع.
🔅 قد تظل تراكيز هرمون الحليب مرتفعة لعدة أشهر بعد الفطام
🔅 الفشل الكبدي و الكلوي
🔅 أحياناً لايكون هناك سبب واضح لإرتفاع هرمون الحليب idiopathic hyperprolactinemia


كما إن هناك مجموعة من الأعراض التي تكون موجودة نستدل بها علي إحتمالية وجود إرتفاع هرمون الحليب مثل:


▪️إضطرابات الدورة الشهرية
▪️تأخر الحمل
▪️إفراز حليب من الثدي
▪️جفاف المهبل، و نقص الرغبة الجنسية


⭕️ كيف يمنع ارتفاع هرمون الحليب الحمل ❓️


يثبط ارتفاع هرمون الحليب hyperprolactinaemia الإباضة بطريقتين:

⬅️ آلية مركزية: من خلال تثبيط أفراز الهرمون المطلق للجونادوتروبين GnRH من غدة تحت المهاد hypothalamus في الدماغ, المسؤول عن تنظيم إفراز هرمونات الغدة النخامية FSH و LH المنظمة لعملية التبويض.

⬅️ بالإضافة إلي تأثيره المباشر علي المبيض، حيث يعمل علي تثبيط عملية نمو الجريبات (التي ينتج عنها تكوين بويضة ناضجة و افراز هرمون الإستروجين) و تثبيط وظيفة الجسم الأصفر (المسؤول عن انتاج هرمون البروجيستيرون) مما يؤدي إلي :


✅️ توقف كامل للتبويض ينتج عنه انقطاع للدورة الشهرية
✅️ او حدوث تبويض متقطع في الحالات الأقل شدة، مما يؤدي إلي نزول الدورة الشهرية بشكل متقطع أو غير منتظم
✅️ او قد يحدث التبويض بشكل منتظم في الحالات الأخف، ولكن لا يحدث حمل نتيجة إنخفاض هرمون البروجيستيرون مما يجعل بطانة الرحم غير مهيأة لإنغراس الجنين.
✅️ ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال كما في حالات اورام الغدة النخامية قد يؤثر علي انتاج الحيوانات المنوية مما يسبب تأخر الحمل


⭕️ كم تبلغ نسبة هرمون الحليب التي تمنع الحمل ❓️


• لحدوث الحمل يُفضل أن تكون تراكيز هرمون الحليب أقل من 25 نانوغرام/مللي.
• كما إن الإرتفاع البسيط لهرمون الحليب مابين 20 - 50 نانوغرام/ملي، لا يؤثر غالباً علي انتظام الدورة الشهرية، ولا يؤثر غالباً علي الخصوبة.
الإرتفاع المتوسط لهرمون الحليب مابين 50 - 100 نانوغرام/ مللي، غالباً ما يسبب دورة شهرية غير منتظمة، و بالتالي تبويض غير منتظم مما يؤثر علي الخصوبة
الإرتفاع الشديد لأكثر من 100 نانوغرام/مللي، يتسبب غالباً في إنقطاع الدورة الشهرية و تأخر الحمل


⭕️ هل إرتفاع هرمون الحليب يسبب الإجهاض ❓️


• وضحت بعض الدراسات أن هناك ارتفاع في نسبة هرمون الحليب في الأسابيع الأولي من الحمل (5 - 10 أسابيع)، في النساء اللواتي حدث لديهن اجهاض، مقارنة بالنساء اللواتي لديهن حمل طبيعي. و يلعب تأثير إرتفاع هرمون الحليب علي انتاج الإستروجين، و انتاج البروجيستيرون من المبيض، الدور الأساسي في آلية حدوث الإجهاض.


• ومن المعروف أن هرمون الحليب يرتفع بشكل طبيعي أثناء الحمل، ويصل لتراكيز عالية جداً ، ومع ذلك لا يؤثر علي سير الحمل. وتفسير ذلك هو أن هرمون الأستروجين الذي يرتفع أثناء الحمل يُثبط عمل مستقبلات البرولاكتين الموجودة في الجسم الأصفر ، و بالتالي يمنع تأثير ارتفاع البرولاكتين عليه، مما يسمح بالإفراز الطبيعي للبروجيستيرون، الأساسي لدعم الحمل في بدايته . و تحتاج هذه الآلية لحدوثها ارتفاع تدريجي لهرمون البرولاكتين بالتوازي مع ارتفاع هرمون الإستروجين.


• أما في حالات الإرتفاع الغير طبيعي لهرمون الحليب، فإن الإرتفاع المفاجئ لهرمون الحليب قد يتغلب علي قدرة الإستروجين علي تثبيطه، مما يتسبب في خلل في وظيفة الجسم الأصفر و نقص إنتاج البروجيستيرون luteal phase defect, مما يعيق انغراس الجنين و استقراره في الرحم.


⭕️ علاج إرتفاع هرمون الحليب


⬅️ بعد التحقق من وجود إرتفاع هرمون الحليب، يجب بعد ذلك محاولة معرفة السبب من خلال :


• التحقق من الأدوية المتناولة.
• اجراء تحليل حمل، تحليل الغدة الدرقية
• إن الأسباب الفسيولوجية من الأسباب الشائعة لإرتفاع هرمون الحليب، وقد يصل ارتفاع الهرمون في هذه الحالات الفسيولوجية إلي  45–69 نانوجرام/مللي, وقد يصل بعد التمرين العنيف الي 250 نانوجرام/مللي . فيجب دائماً التحقق من هذه الأسباب، التي غالباً لا تؤثر علي التبويض فهي مؤقتة، و لا تسبب تأخر الحمل وبالتالي لا تحتاج إلي علاجات.
• إجراء صورة رنين مغناطيسي في حالة الإشتباه بوجود ورم في الغدة النخامية


⬅️ يتم العلاج ب :

▪️الأدوية الخافضة للبرولاكتين (محفزات الدوبامين) في شكل أقراص مثل البروموكريبتين و الكابيرجولين


▪️التوقف عن تناول الأدوية المسببة لفَرْطَ إفراز البْرولاكْتين. قد يحتاج هرمون الحليب فترة 3 - 6 أسابيع ليعود للمستوي الطبيعي، بعد ايقاف الدواء المسبب لإرتفاعه


▪️️علاج كسل الغدة الدرقية سيُعيد تراكيز هرمون الحليب في الدم إلي المستوي الطبيعي.


▪️حبوب منع الحمل او البروجيستين لتنظيم الدورة


▪️تخفيز التبويض بخافضات البرولاكتين مع الكلوميد، في حالة وجود مقاومة للكلوميد لوحده , ويجب ايقاف خافضات البرولاكتين في حالة حدوث حمل


▪️الجراحة و العلاج الإشعاعي : تعمل خافضات البرولاكتين علي إحداث ضمور لأغلب أورام الغدة النخامية دون الحاجة لإجراء عمليات جراحية ، إلا أنه في حالات قليلة قد يتم اللجوء للإستئصال الجراحي في حالة عدم الإستجابة للأدوية، من خلال جراحة دقيقة تُجري عن طريق الأنف
كما أن الكثير من الأورام الصغيرة microadenoma (اقل من 10 مل)، قد تتلاشي تلقائياً و بدون علاج.


⭕️ هل إستعمال خافضات البرولاكتين آمن في الحمل ❓️


كثيراً ما تتسأل السيدات التي تخضع لعلاج تأخر الحمل ،عن مدي آمان خافضات البرولاكتين في حالة حدوث حمل أثناء أخذ هذه الأدوية.

• بشكل عام يُنصح بإيقاف هذه الأدوية عند العلم بحدوث الحمل، وكذلك عمل وسيلة منع موضعية في أول 2 - 3 دورات اثناء اخذ هذه الأدوية، لتفادي تعرض الجنين لها في مراحل تكوينه الأولي.
علي الرغم من أن العديد من الدراسات أجريت علي النساء الحوامل اللواتي كُن يتناولن البروموكريبتين، و لم تبين وجود أي مشاكل في الحمل او اي تشوهات خلقية في الجنين.
و كذلك الحال بالنسبة لدواء الكابيرجولين، إلا أن الكابيرجولين يعتبر دواء جديد ولم يخضع للدراسات الكافية، لذلك ننصح باستعمال البروموكريبتين في حالة الرغبة في حدوث الحمل.


⭕️ الحمل في حالة وجود ورم في الغدة النخامية مُفرز للبرولاكتين "برولاكتينوما"


• قد يكون السبب لتأخر الحمل لدي بعض السيدات هو زيادة هرمون الحليب الناتج عن اورام الغدة النخامية المُفرزة للبرولاكتين، و تسعي الأم جاهدة لحصول الحمل من خلال اخذ العلاجات الخافضة للبرولاكتين و احيانا محفزات التبويض، و ذلك لتحسين وظيفة المبيض وإستعادة التبويض.
ولكن عند حصول الحمل في وجود ورم في الغدة النخامية، كيف يمكن التعامل مع هذه الحالات ؟ وهل يؤثر الحمل علي نشاط الورم ؟  و هل من الآمن الإستمرار في إستعمال الأدوية الخافضة للبرولاكتين  لثبيط نمو الورم أثناء الحمل ؟


• من المعروف - في الحالات الطبيعية - أن حجم الغدة النخامية يزداد أثناء الحمل مع زيادة الإمداد الدموي لها تحت تأثير هرمون الإستروجين، وذلك لزيادة الحاجة لهرموناتها أثناء الحمل بما فيها هرمون الحليب. ولكن لحسن الحظ زيادة حجم الورم وحدوث المضاعفات اثناء الحمل غير شائع (حوالي 1% من الحالات)، خاصة في حالات الأورام الصغيرة (اقل من 10مل) microadenoma، والحالات التي تلقت علاج بالأدوية أو الجراحة أو بالإشعاع قبل الحمل.
إلا أن خطر نمو الورم قد يزداد قليلاً في حالة وجود ورم كبير (اكبر من 10 مل) macroadenomaa (في حوالي 15 - 40% من الحالات)


⭕️ كيفية التعامل مع حالات اورام الغدة النخامية في الحمل


• مع حدوث الحمل يتم إيقاف الأدوية الخافضة للبرولاكتين و تحتاج هذه الحالات في البداية للملاحظة الدقيقة فقط  للأعراض التي تدل علي نمو الورم مثل الصداع و مشاكل الرؤية و زيادة إدرار البول، و فحص دوري لمجال الرؤية كل شهر في حالات الورم الكبير (أكثر من 10 مل)، و لا يمكن في هذه الحالات الإعتماد علي قياس هرمون الحليب لتتبع نمو الورم .
(هذه هي خطة العلاج السائدة حالياً, حيث أن البيانات حول إستخدام البروموكريبتين طوال فترة الحمل لتثبيط نمو الورم لازالت محدودة).


وفي حالة حدوث أي أعراض تدل علي نمو الورم، يتم عمل صورة رنين مغناطيسي MRI للتأكد، و من ثم بدء العلاج  بالبروموكريبتين والإستمرار عليه طوال فترة الحمل، الذي يبدو إلي الآن أنه آمن في الحمل، و أكثر آمان من الجراحة التي تحمل خطر الإجهاض، و سرعان ما تحدث استجابة للأدوية و تختفي الأعراض في اغلب الحالات. و يمكن اللجوء للجراحة كخط علاج ثاني أو ولادة الطفل إذا اكتمل نموه في حالة عدم الإستجابة للبروموكريبتين.


⭕️ بعد الولادة


• يمكن إرضاع الطفل بشكل طبيعي، حيث لا يؤثر ذلك علي نمو الورم.

• كما أنه في أغلب الحالات (حوالي 50 - 70%), فإن فرط البرولاكتين يتحسن أو يختفي بعد الولادة، و يحدث ضمور للورم، ويُعتقد أن ذلك يحدث نتيجة نقص الإمداد الدموي وحدوث احتشاء (infarction) للورم بعد الولادة. 


مقالات ذات صله

🟠 كل ما يهمك عن هرمون الحليب

🟠 أسباب تأخر الحمل

🟠 أسباب ضعف التبويض و طرق العلاج

🟠 الإجهاض، أنواعه و أسبابه

🟠 الإجهاض المتكرر، أسبابه و طرق الوقاية

تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

عدم انتظام الدورة الشهرية

طرق تضييق المهبل

الحمل خارج الرحم ما أسبابه؟ وماهي مخاطره؟

أسباب رائحة المهبل الكريهة و طرق التخلص منها

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج