إرتفاع ضغط الدم في الحمل ما مخاطره و كيفية التعامل معه

إرتفاع ضغط الدم في الحمل




 يُعرف إرتفاع الضغط في الحمل بوجود قرائتين للضغط 140/90 أو أكثر بفاصل 6 ساعات علي الأقل بين القراءتين، و تعتبر إضطرابات ضغط الدم المرتفع من المشاكل الصحية شائعة الحدوث و التي تحدث في حوالي 5 - 10% من الحوامل و تعتبر من الأسباب الرئيسية لحدوث المضاعفات للأم و الجنين. 



أنواع أرتفاع ضغط الدم في الحمل :


1️⃣ ارتفاع ضغط الدم المزمن Chronic hypertension 👈 هو ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل او الذي ظهر قبل الأسبوع ال 20 من الحمل، أو إستمرار إرتفاعه بعد الأسبوع 12 من الولادة، و لا يصحبه وجود زلال (بروتين) في البول. يحدث في حوالي 5% من الحوامل. و حوالي 25% من حالات إرتفاع الضغط المزمن قد تُصاب في نهاية المطاف بتسمم الحمل. 


2️⃣ ضغط الحمل Gestational hypertension 👈 وهو ارتفاع ضغط الدم لأول مرة أثناء الحمل بعد الأسبوع 20, بدون وجود زلال (بروتين) في البول, و يختفي في العديد من الحالات خلال 12 أسبوع من الولادة، يحدث في 6% من الحوامل, و نصف حالات ضغط الحمل (حوالي 50%) لديهن خطر حدوث تسمم الحمل.

عادةً إذا حدث ارتفاع شديد في ضغط الدم لأول مرة في الحمل، يجب إجراء اختبارات للتحري عن الأسباب المحتملة وراء ذلك مثل اختبارات الكلي و الغدة الدرقية و الغدة الكظرية و الأمراض المناعية. 


3️⃣ تسمم الحمل pre-eclampsia 👈 وهو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بعد الأسبوع 20, مع وجود زلال (بروتين) في البول 300ملج / 24 ساعة أو أكثر، تحدث في 5 - 8% من الحوامل



إرتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل Chronic hypertension 


عادة لا يسبب إرتفاع الضغط أية أعراض و يتم إكتشافه بالصدفة عند قياس ضغط الدم أثناء متابعة الحمل الروتينية لذلك فقد يصعُب تحديد متي بدأ الضغط بالإرتفاع، لذلك قد يكون من الضروري الإنتظار إلي ما بعد الأسبوع 12 من الولادة لمعرفة ما إذا كان دائم أو في فترة الحمل فقط


اسبابه:

● غير معلوم السبب و هو الأكثر شيوع في 90% من الحالات

● إضطراب الاوعية الدموية مثل ضيق الشريان الأورطي و ضيق الشريان الكلوي

● الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء

● إضطرابات الغدد مثل الغدة الدرقية و الغدة الكظرية

● أمراض الكلي 



ضغط الدم الحملي Gestational hypertension


يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي في الحالات الآتية :

• حدوث ضغط حملي في حمل سابق

• تاربخ عائلي بإصابة إحدى أفراد العائلة بارتفاع ضغط الدَّم أثناء الحمل

• السمنة

• الحمل بتوائم

• الحمل العنقودي

• وجود أمراض مثل السكري و أمراض القلب و الكلي



مخاطر إرتفاع ضغط الدم في الحمل

 تسمم الحمل: تبلغ إحتمالية حدوث تسمم الحمل مع الضغط المزمن البسيط حوالي 25%, بينما نسبة حدوثه مع الضغط المزمن الشديد حوالي 50%


● نقص تدفق الدم للمشيمة مما يؤدي لنقص نمو الجنين IUGR و نقص وزنه عند الولادة و الولادة المبكرة


موت الجنين


إنفصال المشيمة عن جدار الرحم.الذي قد يؤدي لنزيف حاد و خطر وفاة الجنين.


● تحفيز الولادة المُبكرة في بعض الأحيان في حالة حدوث مضاعفات للضغط المرتفع تهدد الحياة أثناء الحمل.


● يؤدي الضغط المرتفع الغير مسيطر عليه إلي مضاعفات في مختلف الأعضاء مثل أمراض القلب و الأوعية الدموية و فشل عضلة الفلب و الفشل الكلوي و السكتات الدماغية و نزف شبكية العين.



كيفية تشخيص إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟ و ما الفحوصات التي تحتاجها هذه الحالات؟


✔️ يعتبر قياس الضغط جزءاً أساسياً من المتابعة الروتينية للحمل، حيث يجب قياسه في كل زيارة، و في حالة تشخيص الإصابة بضغط الدم المرتفع يجب علي الطبيب المُعالج تقييم شدته و تحديد نوعه و ما إذا كان مصحوب بمضاعفات.

و الجدير بالذكر أن أغلب حالات الضغط المزمن أثناء الحمل من النوع البسيط و لا يكون مصحوب غالباً بأية مضاعفات.


و لتشخيص الإصابة بضغط الدم المرتفع يلزم وجود قرائتين علي الأقل للضغط تساوي 140/90 أو أكثر بفاصل زمني لا يقل عن 6 ساعات. و يجب كذلك يجب تقييم شدته فإذا كان الضغط من 140/90 إلي أقل من 160/110 فيعتبر إرتفاع ضغط بسيط، أما وصوله لل 160/110 أو أكثر فيعتبر إرتفاع ضعط شديد. كما يلزم معرفة في أي مرحلة من مراحل الحمل بدأ بالإرتفاع هل قبل أو بعد الأسبوع 20 ذلك لتحديد نوعه.


✔️ التحقق من وجود أعراض تسمم الحمل مثل صداع، غثيان ، قئ، عدم وضوح الرؤية، تورم الوجه و اليدين و القدمين، زيادة مُفاجئة في الوزن، ألم أعلي يمين البطن، صعوبة في التنفس و نقص إدرار البول. 


✔️ قياس مستوي البروتين albumin في البول, فبمجرد ملاحظة إرتفاع ضغط الدم لدي السيدة الحامل أول سؤال يتبادر للذهن هل يوجد بروتين في البول أم لا و ذلك للتحقق من وجود تسمم الحمل و للتفريق بينه و بين ضغط الدم الحملي

 

✔️ إجراء صورة دم كاملة CBC و وظائف الكبد و الكلي, حيث أن وجود فقر دم إنحلالي و نقص الصفائح الدموية و إرتفاع إنزيمات الكبد و إضطراب وظائف الكلي كلها علامات تُشير للإصابة بتسمم الحمل 


✔️ قياس طول إرتفاع قاع الرحم، حيث أن قُصر إرتفاع قاع الرحم بالنسبة لعمر الحمل قد يكون علامة لتأخر نمو الجنين، من المضاعفات الشائعة للضغط المُرتفع.


✔️ إجراء فحوصات التحقق من سلامة الجنين ابتداءً من الأسبوع 30 من الحمل و التي تشمل:

● عد الأم حركات الجنين يومياً

● تتبع نمو الجنين كل 2 - 4 أسابيع

● قياس كمية السائل الأمنيوسي

● تخطيط نبض الجنين

● فحص دوبلر للجنين



علاج إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل


● من المهم السيطرة علي الضغط و المحافظة عليه في حدوده الطبيعية قبل و أثناء الحمل، حيث أن ذلك يزيد من احتمالية سير الحمل بشكل طبيعي و منع حدوث مضاعفات للأم و الجنين


● تحتاج حالات إرتفاع ضغط الدم للمتابعة المُبكرة و المنتظمة للحمل كل 2 - 4 أسابيع إلي الأسبوع 36، ومن ثم بشكل اسبوعي حتي موعد الولادة ، و في كل زيارة يجب قياس ضغط الدم للتأكد من عدم تطوره من ضغط بسيط إلي شديد، و تتبع إرتفاع قاع الرحم وقياس كمية البروتين في البول، و التحقق من وجود علامات تسمم الحمل و إجراء فحوصات التحقق من سلامة الجنين.


● في حالات ارتفاع ضغط الدم البسيط أقل من 160/110، ليس من الضروري عادة البدء بالأدوية الخافضة للضغط، حيث تُعد المضاعفات في هذه الحالة نادرة الحدوث، و يُنصح بالسيطرة علي الضغط من خلال الغذاء الصحي و زيادة النشاط البدني و تجنب التدخين و الكحول و الإبتعاد عن الأدوية التي ترفع الضغط. ينصح أغلب الأطباء عادة البدء بالأدوية الخافضة للضغط أثناء الحمل عند وصول الضغط ل 150/100 أو أكثر. مع المتابعة الدورية للأم و الجنين -كما سبق- حتي موعد الولادة و تحفيز المخاض عند الأسبوع 37-39 وعدم إنتظار إلي ما بعد الإسبوع 40.


● يُوصى في مثل هذه الحالات بتناول جرعة منخفضة من الأسبرين 75mg يومياً من الأسبوع و ذلك لتقليل مخاطر حدوث تسمم الحمل

 و الجدير بالذكر أن كلا من ضغط الدم المزمن و ضغط الدم الحملي يحمل خطورة حدوث تسمم الحمل بنسبة (25%) و (50%) علي التوالي.


● في حالة إرتفاع ضغط الدم الشديد 160/110 أو أكثر تلعب الأدوية الخافضة للضغط دوراً مهماً في تقليل مخاطر الضغط المرتفع مثل نوبات القلب و السكتات الدماغية و الفشل الكلوي. كما ستحتاج المريضة للدخول للمستشفي للمتابعة الدقيقة و تلقي العلاج. 


● تحفيز المخاض في حالة إرتفاع الضغط الشديد و الذي تعذر السيطرة عليه بالأدوية خلال 24 ساعة أو في حالة حدوث مضاعفات للأم أو الجنين، أو إجراء قيصرية في حالة فشل تحفيز المخاض أو إذا كان هناك خطر يستدعي ولادة مستعجلة. مع إعطاء حقنة نضج رئة الجنين إذا كان عمر الحمل أقل من 34 أسبوع.


الأدوية الخافضة للضغط الشائع إستخدامها أثناء الحمل

• ميثيل دوبا Methyldopa (الدوميت)

• لابيتالول labetalol

• نيفيديبين nifedipine

• هيدرالازين hydralazin


الأدوية الخافضة للضغط الممنوعة في الحمل

• مثبطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيوتنسين

• مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين 2

• مدرات البول (بإستثناء حالات معينة يمكن استعمال مُدرَّات البول الثيازيديَّة Thiazide diuretics). كما لا يفضل استخدامها في حالة الرضاعة الطبيعية لأنها تزيد الإحساس بالعطش كما قد تؤثر على كمية الحليب.

• مثبطات مستقبلات بيتا Beta Blocker

لا توجد دراسات كافية لباقي مجموعات الأدوية الخافصة للضغط



ما بعد الولادة


تحتاج حالات ضغط الدم الحملي لمتابعة الضغط بعد الولادة حيث يجب قياس ضغط الدم يوميًا في الفترة الأولى بعد الولادة لتجنب الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم. بالإضافة إلى متابعة نسبة البروتين في البول، في أغلب الحالات سيعود الضغط لمستوياته الطبيعية خلال 48 ساعة، في بعض الحالات قد يستمر إرتفاع الضغط إلي الأسبوع 12 بعد الولادة. إستمرار إرتفاعه بعد هذه المدة يدل علي وجود/حدوث ارتفاع ضغط الدم المزمن (أي دائم)

تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

الولادة القيصرية، ما أسبابها و ماهي مخاطرها؟ ونصائح مهمة بعد العملية

زيادة الخصوبة بشكل طبيعي

علامات إقتراب الولادة، وطرق تسهيل الولادة

هرمون الحليب و علاقته بالحمل

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

عدم انتظام الدورة الشهرية

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل