الولادة بدون ألم

الولادة بدون ألم



 طرق تخفيف الألم أثناء الولادة


إن قرار الولادة بدون ألم لا يعني أن مسار الولادة لن يكون طبيعي، و يجب علي المرأة الحامل مناقشة الخيارات المتاحة لتخفيف الألم مع طبيبها في الأشهر الأخيرة من الحمل. فهو قرار يرجع للأم بالدرجة الأولي و ليس قرار الطبيب أو الزوج او الأصدقاء او أفراد العائلة، فهي الوحيدة التي تعرف مدي قدرتها علي تحمل الألم.

بعض الحالات المرضية التي قد تؤثر علي خيارات تخفيف الألم:
● أمراض القلب
● أمراض الدم
● أمراض الكبد
● جراخات سابقة علي العمود الفقري


1️⃣ مُسكنات الألم Analgesia

مثل:
الباراسيتامول أقراص أو عبر الوريد، قد يعمل علي تهدئة الألم البسيط إلي المتوسط في مراحل المخاض الأولي.

المُسكنات الأفيونية مثل البيثيدين pethidine و المورفين morphine،
• تُعطي في شكل حقن عضلية أو وريدية، تبدأ في تخفيف الألم بعد حوالي 20 دقيقة، و يستمر مفعولها لمدة 2 - 3 ساعات.


• تؤدي إلي مشاكل تنفسية في الطفل بعد الولادة لذلك يجب منع إعطائها في آخر ساعتين قبل الولادة. و في حال حدوثها من السهل علاجها بإعطاء الطفل حقنة عضلية من دواء النالوكسين naloxen الذي يُبطل عمل الأفيونات، لذلك في حال تم إستخدام هذا النوع من المسكنات يجب التأكد من توفر الدواء المضاد.


• قد تسبب هبوط في الضغط و تسارع في النبض لذلك يجب الحذر إذا كانت الأم تُعاني من مشاكل في القلب.



2️⃣ إستنشاق غاز أكسيد النيتروز inhalational nitrous oxide (انتونكس)


• و هي عبارة عن إسطوانة غاز تحتوي علي 50% أكسجين و 50% غاز أكسيد النيتروز ، توضع بجانب المريضة، و كلما شعرت بقرب الإنقباضة تستنشق هذا الغاز بأخذ نفس عميق عبر ماسك أو انبوب فموي.


• يبدأ بتخفيف الألم بعد حوالي 20 ثانية ، و يستمر مفعوله وقت الإستنشاق فقط.


• مميزات هذه الطريقة أنها سهلة الإستخدام، و أنه بإمكانك بنفسك التحكم في هذه العملية.


• عيوبها لا توقف الألم بشكل كلي، و إنما تعمل علي تقليله للحد الذي يمكن تحمله. و إذا لم تخفف الألم بالقدر الكافي، يمكنك طلب حقنة مسكن مع إستعمال الغاز.
• التأثرات الجانبية: لا توجد تأثيرات جانبية خطيرة للام أو للجنين لهذه الطريقة، قد تشعرين بالدوار أو الصداع أو بالنعاس و في هذه الحالة يمكنك التوقف عن إستعماله.  




3️⃣ إبرة الظهر Epidural anasthesia


عبارة عن حقن دواء مُخدر في السائل المحيط بالنخاع الشوكي في الحيّز ما فوق الغلاف الخارجي للنخاع الشوكي والذي يُسمي "ما فوق الجافية" وهي منطقة مليئة بالأعصاب. بدون أن يتوقف سير الولادة.

ويتضمن هذا الإجراء وضع أنبوب رفيع ومرن من البلاستيك (قسطرة) في منطقة أسفل الظهر بين فقرتين من فقرات العمود الفقري القطنية، باستخدام إبرة خاصة. يتم من خلالها إعطاء الدواء المخدر، يُعطي في شكل حقنة كل 3 - 4 ساعات، او في شكل تدفق مستمر للدواء infusion بواسطة طبيب تخدير.
حيث تعمل علي تخدير الأعصاب التي تحمل إشارات الألم من قناة الولادة إلي الدماغ لتخدير الجزء السفلي من الجسم وتظل السيدة محتفظة بدرجه وعيها الكامله أثناء عمليه الولادة.

• يمكن إعطاءه في اي مرحلة من مراحل المخاض و لكن عادة ما يتم الإنتظار إلي أن يصل إتساع عنق الرحم ل 4 سم بعد أن تقوي الإنقباضات الرحمية و ليس بعد هذه المرحلة حيث لن يكون تاثير الابرة قوي اذا قررت المراة استخدامها فجاة اثناء الولادة.

سيحتاج من 10 - 20 دقيقة لإعطاء مفعوله و فقدان الإحساس بشكل كامل.

• يُنصح بتجنب الأطعمة الصلبة، و يمكن تناول كميات متوسطة من السوائل الصافية كالماء و العصائر و الشاي  و القهوة مع تجنب الحليب.

• سيكون هناك متابعة مستمرة لضغط الدم و للإنقباضات الرحمية و لنبض الجنين لانه هذا النوع من التخدير يسبب احيانا تباطؤ ضربات قلب الجنين و في حالة تعب الجنين وطول الولادة قد يلجا الطبيب لايقاف التخدير واحيانا الى الولادة القيصرية.


مميزات إستخدام إبرة الظهر أثناء الولادة


يعتبر إجراءً آمن و فعّال في تخفيف الألم مقارنة بأنواع المسكنات الأخري حيث يعمل علي تخدير الألم بشكل كبير أو يقضي عليه تماماً. كما أنه لا يحمل أية مخاطر علي الجنين.

 

التأثيرات الجانبية لإبرة الظهر (الإيبيديورال) 


↩️ في أغلب الحالات (حوالي 95%) تؤدي إبرة الظهر إلي إختفاء تام للألم. إلا أنها قد لا تمنح تسكين فعّال للألم في حوالي 5% من الحالات.
↩️ زيادة إحتمالية طول مدة المرحلة الثانية للمخاض (مرحلة ولادة الجنين) بحوالي 15 - 20 دقيقة و زيادة الحاجة لإستخدام حقنة السينتوسين المُحفزة للطلق و الأدوات المساعدة للولادة كالشفاط و الملقاط الجراحي.
↩️ قد تسبب أحيانا (في حوالي 10 - 20%من الحالات) إضطراب نبض الجنين.
↩️ هبوط مؤقت في الضغط عادة عند بدء تدفق المخدر، و يتم تقاديه بإعطاء محاليل وريدية.
↩️ الغثيان و القئ، سيتم إعطاء مُضادات للقئ.
↩️ احتمال التعرض للرجفة أو الحمى.
↩️ الشعور بالحكّة، لكن عادة لا تكون الإصابة شديدة.
↩️ قد تشعرين بثقل في الساقين و عدم القدرة علي الحركة. و سرعان ما يزول مع زوال آثار التخدير.
↩️ صعوبة في التبول، لذلك ستحتاجين تركيب قسطرة بولية بشكل مؤقت إلي أن يختفي تأثير المُخدر خلال 4 - 6 ساعات.
↩️ قد تسبب إبرة الظهر ألماً مؤقتاً في الظهر لمدة بضعة أيام بعد الولادة و لكنه ليس دائم.
↩️ قد تسبب صداع في بعض الحالات.
↩️ من الممكن أن تحدث ردّات فعل تحسسية قوية.


فوائـد استخدام إبرة الظهر


1. الولادة الطويلة كالبكرية و غيرها
2. الولادة المتعسرة كما في حالة كبر حجم الجنين، عندما يكون هناك حاجة لتدخل طبي كاستخدام شفاط او ملقاط جراحي لتسهيل خروج الجنين و تقليل شعور الأم بالألم، حيث تمتاز إبرة الظهر بتأثير مُرخي لعضلات عنق الرحم مما يساعد علي إتساعه.
3. ولادة التوائم
4. وجود حالات مرضية لدي الأم يُمنع فيها أن تتعرض الأم للإجهاد أو التوتر العصبي مثل أمراض القلب و تسمم الحمل.



موانع استخدام إبرة الظهر


1. اذا كان هناك مشاكل في الدورة الدموية من تخثر او سيولة
2. التهاب موضعي بالقرب من موضع الحقن أو التهاب منتشر في الجسم septicemia، لمنع وصول العدوي الى الدماغ.
3. ارتفاع ضغط الدماغ Increased intracranial pressure
4. هبوط في الدورة الدموية
5. وجود حساسية من مواد التخدير
6. عدم وجود فريق متمرس من الاطباء لهذا النوع من التخدير.
7. وجود نزيف لدي الأم كما في حالات المشيمة النازلة
8. تعب الجنين FETAL DISTRESS


هل تؤثر علي الإنقباضات الرحمية و علي تقدم الولادة؟


إن تأثير إبرة الظهر المٌخدرة علي تقدم الولادة ظل محل جدل لفترات طويلة فقد وضحت بعض الدراسات أنها تُطيل مدة المخاض و تزيد الحاجة لحقنة السينتوسين في المرحلة الأولي من المخاض لتسريع الولادة. و إلي الحاجة لإستخدام الأدوات المساعدة للولادة كالشفاط و الملقاط في المرحلة الثانية من المخاض، و ذلك لان إبرة الظهر تُفقد السيدة الإحساس بالمنطقة السفلي و بالتالي تقلل من قدرتها علي دفع الجنين.
إلا أن التطور في مجال التخدير و استخدام أدوية تخدير حديثة قد ساهم في التغلب علي هذا التأثير الذي كان موجود سابقاً لإبرة الإيبيديورال. و ذلك من خلال إختيار المُخدر الأقل تأثير علي عضلات الرحم و الحوض و إستخدام أقل جرعة ممكنة. كما اصبح أخصائي التخدير يعملون علي تقليل كمية المخدر عند إقتراب وقت الولادة بحيث تستعيد الأم الإحساس و لتتمكن من دفع الجنين للخارج بشكل طبيعي و تقليل الحاجة لوسائل الولادة المساعدة كالشفاط أو الملقط. و في حال عدم شعور الأم بالإنقباضات يعمل الطاقم الطبي علي مساعدة الأم علي إتخاذ وضعيات معينة لتحفيز الولادة و إخبارها بمتي يمكنها الحزق.
و بالتالي فإن الدراسات الحديثة أثبتت إن إبرة الظهر (الإيبيديورال) لا تقلل من كفاءة الإنقباضات الرحمية كما أنها لا تؤثر علي معدل إتساع عنق الرحم، و لا تطيل مدة المخاض و لا تزيد من إحتمالية إستعمال أدوات الولادة المساعدة و لا تزيد من معدلات القيصرية



هل هناك إحتمالية حدوث شلل من إبرة الإيبيديورال (ابرة الظهر)



موضع حقن الإيبيديورال


تخشي العديد من السيدات من حدوث شلل جرّاء إبرة الظهر، إلا أن ذلك من المعتقدات الخاطئة الشائعة، فكما ذكرنا فإن الحقنة المستخدمة في تخدير ألم الولادة هي إبرة رفيعة جداً تُحقن في فراغ خارج أغلفة النخاع الشوكي أي بعيدة عن الحبل الشوكي المسئول عن الإحساس والحركة في الجزء السفلي من الجسم، و لم تُسجل أي حالات شلل علي مدى سنوات عديدة على مستوى العالم.


تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

الولادة القيصرية، ما أسبابها و ماهي مخاطرها؟ ونصائح مهمة بعد العملية

زيادة الخصوبة بشكل طبيعي

علامات إقتراب الولادة، وطرق تسهيل الولادة

هرمون الحليب و علاقته بالحمل

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

عدم انتظام الدورة الشهرية

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل