تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي الأسباب و طرق التشخيص و العلاج

تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي

يعتبر تكسّر المادة الوراثية أو الحمض النووي للحيوانات المنوية أحد الأسباب الخفيّة لتأخر الحمل و الإجهاض المُتكرر المُبكر، و التي قد تُشخص بأنها حالات غير معلومة السبب. حيث ستكون غالباً بقية الفحوصات طبيعية.

و يُشير مُصطلح تكسير المادة الوراثية إلي وجود خلل في تركيب الحمض النووي DNA نتيجة تكسر الروابط الهيدروجينية بين أجزاءه فينتُج عنه انفصال شريطي ال DNA عن بعضهما بشكل كُلي أو جزئي و فقدانه لهيكله الطبيعي.

و الجدير بالذكر ان مثل هذه التغيرات لجزئ ال DNA تحدث بشكل طبيعي, و في المقابل تنتُج آليات طبيعية لإصلاح ذلك الخلل  للحفاظ علي المادة الوراثية للحيوان المنوي من التلف. إلا أن بعض الحيوانات المنوية تعجز عن أداء هذه الآليات الإصلاحية الأمر الذي يؤدي لإصابة الشخص بتكسّر المادة الوراثية.

 أسباب و طرق علاج تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي ؟ 

تتواجد المادة الوراثية في رأس الحيوان المنوي، و التي تحمل المعلومات الوراثية من الأب، لتتحد مع المادة الوراثية للأم و الموجودة في البويضة لتتشكل بعد ذلك المعلومات الوراثية المُتعلقة بالجنين. و بالتالي فإن وجود أي خلل في هذه المعلومات الوراثية سيوثر علي تكوين الجنين و قدرته علي الإستمرار.  

يرتبط تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي عادة بالتعرض للعوامل التي تزيد من تكوين الشوارد الحرة "free radicals" بكميات تفوق مضدات الأكسدة الموجودة داخل الجسم و بالتالي مقدرة الجسم علي التخلص منها، و هي مواد مُؤكسدة تعمل علي إتلاف الخلايا و مهاجمة الحمض النووي. و من هذه العوامل:

• التدخين بأنواعه و الكحوليات.
• التعرض للملوثات و المواد الكيمائية المختلفة أو الإشعاعات.
• تعرض الخصيتين لحرارة مرتفعة لفترات طويلة و متكررة كما في بعض المهن.
• الإصابة بدوالي الخصيتين.
• الإصابة بإلتهابات و عدوي الجهاز التناسلي مثل عدوي الكلاميديا و التهاب البربخ و التهاب البروستاتا.
• الضغط النفسي و العصبي و عدم الحصول علي فترات كافية من النوم.
• السمنة و اتباع حمية غذائية غير صحية.
• التقدم في العمر و تباعد الفترة الزمنية بين العلاقات الجنسية.

تحليل تكسير المادة الوراثية للحيوان المنوي Sperm DNA Fragmentation :

يعتبر تحليل تكسير المادة الوراثية للحيوان المنوي الآن من الفحوصات المهمة لتقييم حالات الإجهاض المتكرر. و الجدير بالذكر أنه في العديد من الحالات (حوالي 40%) تكون نتيجة تحليل السائل المنوي العادي، طبيعية (أي أن الحيوانات المنوية تمتلك عدد و شكل و حركة طبيعية) علي الرغم من وجود خلل في المادة الوراثية.

و هو تحليل خاص - يختلف عن تحليل السائل المنوي الإعتيادي- والذي يكشف عن وجود أي خلل في المادة الوراثية ( الحمض النووي)، و هو ليس تحليل روتيني، و إنما يتم إجراءه لحالات معينة مثل :

• تأخر الحمل مجهول السبب.
• حالات الإجهاض المتكررة.
• فشل عمليات الحقن المجهري المتكرر.
• توقف تطور الجنين.
• تقدم العمر.
• الضعف الشديد في تحليل السائل المنوي العادي.
• الإصابة بدوالي الخصيتين.
• التعرض للمواد الضارة سواءًا الكيماويات أو المواد المشعة.
• الإصابة بأحد أنواع السرطان والخضوع إلى العلاج الكيميائي.

و تظهر النتيجة في صورة نسبة مئوية و التي تمثل نسبة الحيوانات المنوية التي تحمل المادة الوراثية التالفة و التي توجد بشكل طبيعي بنسبة لا تزيد عن 15%, أما إذا زادت عن هذه النسبة فإن ذلك سيؤثر علي حدوث الحمل او إستمراره.

علاج تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي

⬅️ تحسين نمط الحياة من خلال الإلتزام بالنصائح التالية :

• تجنب التدخين و شرب الكحول
• الحصول علي قسط كافي من النوم و الإبتعاد عن السهر.
• التخلص من الوزن الزائد و إتباع نظام غذائي صحي يتضمن التقليل من السكر و الدقيق الأبيض و الدهون، و التقليل من التناول اليومي للكافيين مثل الشاي و القهوة
• تجنب تعرض الخصيتين للحرارة العالية و تجنب ارتداء الملابس الضيّقة للحفاظ على درجة حرارة الخصية.
• تجنب التعرض للإشعاع و المواد الكيميائية الضارة
• الإهتمام بالنظافة الشخصية للوقاية من العدوي.

⬅️ ️علاج السبب إن وُجد مثل علاج الدوالي و الإلتهابات التناسلية.

⬅️ ️تناول المكملات الغذائية و مضادات الأكسدة Antioxidants في شكل أقراص دوائية و التي تعمل علي مقاومة تلف الحمض النووي. و يلزم إعادة التحليل بعد مدة 3 أشهر من بدء العلاج لتتبع الإستجابة. و من أمثلتها:

• فيتامين C.
• فيتامين E.
• الزِّنْك.
• السِّيلِنيوم.
• إن أستيل سيستين (NAC).
• الإنزيم المساعد Q10.
• إل كارنيتين.

⬅️ من الممكن أن يقترح الطبيب سحب حيوانات منوية مباشرة من الخصية قبل التعرض لأي تكسير ، و إجراء الحقن المجهري، خاصة في حالة فشل الخطوات العلاجية المبدئية.

هل تكسر الحمض النووي يمنع الحمل؟

يؤثِّر ارتفاع معدل تكسر الحمض النووي على خصوبة الرَّجل سلبًا؛ مما يُقلل فرصة نجاح الحمل.

هل يُمكن أن يكون الزوج سبب لحدوث الإجهاض المتكرر ؟ 

من المعروف أن حدوث حمل ناجح يتطلب في البداية بويضة سليمة يتم تلقيحها بحيوان منوي سليم، فمنطقياً وجود أي خلل في البويضة وكذلك الحيوان المنوي قد يؤدي إلي فشل حدوث الحمل أو استمراره. كما في حالات تكسّر المادة الوراثية للحيوان المنوي، حيث يحدث تكّسر بشكل طبيعي للمادة الوراثية للحيوان المنوي بنسبة 15%, أما إذا زادت عن هذا المعدل يمكن أن تُسبب مُشاكل عديدة منها تأخر الحمل أو الإجهاض المتكرر و فشل الحقن المجهري المتكرر .