البلوغ المُبكر لدي الفتيات
![]() |
البلوغ المُبكر |
البلوغ:
هو مرحلة عمرية يحدث فيها تغيرات جسدية و هرمونية يتغير فيها شكل جسم الطفل الى جسم الشخص البالغ المتمثلة في نمو الأعضاء التتاسلية و اكتساب الخصائص الجنسية الثانوية مثل نمو شعر العانة و الابط و نمو الثدي و يصبح الشخص قادرا على الانجاب ، كما تشمل هذه المرحلة نمو سريع للعضلات و العظام و زيادة الطول.
تبدأ هذه المرحلة بشكل طبيعي ما بين عمر 8 - 14 عند الفتيات و تستمر لحوالى 4 سنوات.
و بالتالي يُعرّف البلوغ المبكر بأنه ظهور لهذه الخصائص الجنسية و الجسدية قبل سن 8 سنوات.
و تعد حالة البلوغ المبكر من الحالات نادرة الحدوث؛ حيث هناك طفل واحد من 5000-10000 طفل يعاني من البلوغ المبكر.
أعراض البلوغ المُبكر
تشمل أعراض البلوغ المبكر ما يلي:
• حدوث طفرة سريعة في النمو.
• نمو الثديين
• نمو شعر العانة و الإبطين.
• ظهور حب الشباب.
• انبعاث رائحة من الجسم مثل البالغين.
• نزول الدورة الشهرية الأولى.
اسباب البلوغ المبكر
لفهم أسباب البلوغ المبكر، من المفيد معرفة ما يحدث عند البلوغ. حيث تبدأ هذه المرحلة نتيجة إرسال اشارات هرمونية من منطقة في المخ تسمي تحت المهاد hypothalamus و التي تنتج هرمون يُسمي الهرمون المُطلق للغونادوتروبين GnRH و الذي يُحفّز بدوره الغدة النخامية الموجودة في قاع الدماغ، لانتاج هرمونات الغونادوتروبين Gonadotropins (FSH و LH) المسؤولة عن تحفيز المبيض لإنتاج الهرمونات الأنثوية (الإستروجين) المسؤولة عن التغيرات الجسدية التي تحدث في االبلوغ.
و مع اقتراب سن البلوغ كذلك ، تبدأ الغدة الكظرية بإفراز الأندروجينات التي تُسبب ظهور شعر العانة والإبطين و رائحة جسم البالغين.
و يتأثر بدء مرحلة البلوغ بمجموعة من العوامل مثل:
• وجود تاريخ عائلي: يُواجه الأطفال الذين لديهم أفراد عائلة مصابون بالبلوغ المبكر المركزي زيادةً في احتمالية حدوث البلوغ المبكر.
• الجنس: يحدث البلوغ المبكر عند الإناث بمعدل أعلى من الذكور
• العِرق: يبدأ سن البلوغ في سن مبكرة عند الفتيات من ذوات البشرة السوداء مقارنة بالفتيات من ذوات البشرة البيضاء.
• بُنية الطفل: حيث تساهم السمنة في حدوث البلوغ المبكر.
• زيادة النشاط البدني مقارنة بتناول السعرات الحرارية و العوامل النفسية و التوتر تُؤخر سن البلوغ.
و يتم تقسيم البلوغ المُبكر حسب الأسباب المؤدية إليه إلي نوعين تختلف أسباب كل منهما، ولكن التغييرات التي تحدث في الجسم متشابهة في كلا نوعين و هما:
1. البلوغ المبكِّر المركزي
وهو الاكثر شيوع و يحدث نتيجة تحفيز مُبكر لمنطقة تحت المهاد أي نضوج مُبكر للنظام الهرموني و يحدث هذا النوع في 90٪ من الحالات لسبب غير معروف، حيث يبدأ البلوغ مبكرًا، لكنه يمر بمراحله المعتادة. و يكون عادة هناك تاريخ عائلي للبلوغ المُبكر و لا يوجد أي سبب آخر واضح و لا تكون هناك أي مشاكل طبية لهذه الحالات.
في 10٪ من الحالات، يمكن أن يحدث البلوغ المبكر المركزي بسبب تهيّج منطقة تحت المهاد نتيجة سبب مرضي مثل:
• ورم في الدماغ.
• تراكم سوائل في الدماغ (الاستسقاء الدماغي).
• التهاب الدماغ.
• تعرُّض الدماغ لكدمة شديدة.
• تعرض الدماغ للجراحة أو للإشعاع او العلاج الكيميائي.
• خمول شديد في الغدة الدرقية: و بالتالي يزداد افراز الهرمون الموجه للغدة الدرقية TRH و الذي بدورة قد يزيد من افراز هرمونات الغدة النخامية FSH, LH و هرمون الحليب و يصاحب هذه الحالة تاخر في عمر العظم و اكياس على المبيض
2. البلوغ المبكر المحيطي
أقل شيوعاً من حدوث البلوغ المبكر المركزي، و في هذا النوع لا يتدخل الهرمون الموجود في الدماغ (الهرمون المُطلق للغونادوتروبين) الذي يسبب عادةً بدء سن البلوغ و إنما يحدث نتيجة زيادة إفراز هرمون الإستروجين أو التيستوستيرون (الأندروجين) في وقت مبكر جدًا. بالتالي يسبب ظهور الخصائص الجنسية الثانوية قبل نضوج نظام تحت المهاد. و يحدث الإفراز المُبكر للأندروجين أو الاستروجين عادة بسبب مشاكل صحية متعلقة بالمبايض أو الغدد الكظرية مثل:
• أورام الغدة الكظرية.
• فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي نتيجة لخلل في انزيمات معينة في الغدة الكظرية مما يسبب زيادة في افراز الهرمونات الذكرية و اكثرها شيوعا -hydroxylase deficiency 21
• أورام المبيض المُفرزة للهرمونات الأنثوية أو الذكرية
• تكيسات المبيض عند الفتيات.
• متلازمة ماكيون أولبرايت ( McCune-Albright Syndrome)، وهو اضطراب جيني غير شائع ينتج فيه المبيض كميات كبيرة من الإستروجين لا تخضع لسيطرة الدماغ، و يمكن أن يسبب تصبغات في الجلد و مشاكل في صحة العظام مما يسبب كسرها بسهولة.
• تناول المنتجات التي تحتوي على هرمون التستوستيرون أو هرمون الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل أو الكريمات والمراهم الهرمونية أو المكملات الغذائية التي قد تحتوي على هرمون الاستروجين أو التستوستيرون.
و نلاحظ أن الأسباب المؤدية لزيادة الإستروجين تؤدي إلى نمو نسيج الثدي، في حين أن زيادة إنتاج الإندروجينات يؤدي إلى نمو شعر العانة والشعر تحت الإبط، ورائحة جسد البالغ، وحب الشباب.
البلوغ المُبكر غير الكامل Incomplete puberty
قد تظهر لدى بعض الأطفال علامات قليلة فقط من علامات البلوغ بشكل مبكر. عادةً ما يشمل ذلك:
• النمو المبكر للثديين premature thelarche غالبا ما يحدث قبل 4 سنوات، نتيجة افراز مؤقت لهرمون الاستروجين. حيث يكون التطور محدود في نمو الثديين و يختفي في النهاية حتى يحدث البلوغ الطبيعي.
• أو ظهور مُبكر لشعر الأبط و العانة Premature Adrenarche (عادةً بين عمر 6 سنوات و 8 سنوات)، غالبًا مع ظهور حب الشباب ورائحة أجساد البالغين و تحدث هذه التغيرات الجسدية لأنَّ الغُدَّة الكظرية تزيد من مستويات الأندروجينات التي تنتجها.
و ذلك دون ظهور أية علامات أخرى للبلوغ، مثل زيادة حجم المبيضين، أو نزول الدورة الشهرية، أو طفرة النمو، ولا تتطور الحالة إلى بلوغ كامل حتى بداية حدوث البلوغ الطبيعي، و لا تترافق مع اي زيادة في هرمونات الغدة النخامية أو الإستروجين و بالتالي فهي لا تشير لوجود اضطراب و لا تتطلب علاج. و تحتاج مثل هذه الحالات فقط متابعة دورية لاستبعاد ما اذا كانت هذه العلامات بداية لحدوث البلوغ المُبكر.
الفحوصات اللازمة لحالات البلوغ المُبكر
√ فحص هرمونات :
• يشمل التقييم الأولي لحالات البلوغ المُبكر فحص هرموني FSH, LH, E2 للتفريق بين البلوغ المبكر المركزي (تكون مرتفعة) و البلوغ المُبكر المحيطي (تكون منخفضة).
• الاندروجينات : TESTOSTERONE، DHEAS
• فحص الغدة الكظرية 17-OH PROGESTERONE
• وظائف الغدة الدرقية THYROID FUNCTION TEST
√ بالنسبة للبلوغ المُبكر المركزي قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بهدف تحري وجود أورام في المنطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية.
√ بالنسبة للبلوغ المُبكر المحيطي، عادةً ما يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية أو صورة رنين مفناطيسي للحوض و البطن لتحري أورام المبيضين أو الغدة الكظرية.
√ اشعة سينية للعظم لمقارنة عمر العظم بعمر الطفل الحقيقي.
مضاعفات البلوغ المُبكر
تشمل المضاعفات المحتملة للبلوغ المبكِّر:
• قصر القامة: في البداية ينمو الأطفال المصابون بالبلوغ المُبكر بشكل سريع فيما يُسمي بطفرة النمو و يكونون أطول قامة ممن هم في عمرهم، إلا أن نمو عظامهم يصل إلى النضج قبل الأوان مما يمنع زيادة طولها لذلك يتوقف نموهم في وقت مبكر عن المعتاد و يصبحون أقل طولاً في سن البلوغ.
• قد يسبب البلوغ المُبكر مشاكل اجتماعية و عاطفية للفتاة و ذلك بسبب التغيرات التي تطرأ علي جسدها مقارنة ممن هم في عمرها مما يسبب لها الإنزعاج و الحرج و انعزال الفتاة اجتماعيا عن رفيقاتها و قد يتطور الأمر لإصابتها بالاكتئاب في بعض الاحيان.
• قد يُعرض البلوغ المُبكر الفتاة لخطر التحرش الجنسي.
كيفية علاج البلوغ المُبكر
علاج البلوغ المبكر المركزي
يكون الهدف الأساسي من العلاج هو السماح للطفل بالنمو إلى الطول الطبيعي للبالغين، وتخفيف أي قلق يشعر به بسبب نموه بشكل أسرع من أقرانه. و يعتمد قرار إعطاء الأدوية على العديد من العوامل، بما في ذلك عمر الطفل، وسرعة تقدُّم البلوغ، وسرعة النموّ، والطول المتوقع من الأطباء للطفل.
في كثير من حالات البلوغ المُبكر المركزي الغير معروف السبب قد لا يحتاج طفلك العلاج إذا كانت أعراض البلوغ المبكر طفيفة أو كانت عملية البلوغ تحدث ببطء. وأيضاً لا يحتاج إلى علاج إذا كان حدوث البلوغ المبكر قريباً من عمر البلوغ مابين 6 - 8 سنوات او اذا كان البلوغ المُبكر من النوع المُبكر الغير كامل. و في حالات اخري قد يحتاج الطفل لأدوية تُبطئ تقدم البلوغ و ذلك باعطاء ادوية "محفزات الهرمون المطلق للغونادوتروبين GNRH agonist مما يؤدي الى تثبيط افراز هرمونات الغدة النخامية و بالتالي يثبط عمل المبيض و ايقاف إنتاج الهرمونات الجنسية مثل:
• حقن ليوبروليد Leuprelide او تريبتوريلين و التي تُعطي مرة كل شهر أو ثلاثة أو أربعة أو ستة أشهر حسب الجرعة الموصى بها من الطبيب.
• مرة في الشهر
• غرسة هيستريلين implant التي تستمر لمدة تصل إلى عام، و يتم زراعتها تحت الجلد في المنطقة العليا من الذراع عن طريق إجراء جراحي بسيط يتم في المستشفى أو العيادات الطبية بواسطة طبيب مختص.
و يستمر الأطفال في تلقي هذا الدواء حتى الوصول إلى سن البلوغ المعتاد
اضرار ابر تأخير البلوغ
هناك مجموعة من الأعراض الجانبية المتعبة لهذه الحقن وتختلف من شخص لآخر مثل:
• حدوث هبات ساخنة.
• آلام العضلات والمفاصل.
• آلام العظام.
• تعب وقلق.
• صداع، وغثيان.
• تعرق.
• إفرازات مهبلية.
خطوات علاجية أخري للبلوغ المُبكر حسب السبب:
• علاج سبب البلوغ المبكر مثل استئصال الورم الذي سببه يمكن أن يوقف تقدم البلوغ.
• علاج قصور الغدة الدرقية سيؤدي لإختفاء أعراض البلوغ المبكر.
• يمكن إيقاف البلوغ المبكر المحيطي عن طريق الأدوية التي تثبط تأثير الهرمونات الجنسية لوقف الإنتاج المبكر للإستروجين والتيستيستيرون.
• يكون علاج فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي باعطاء الكورتيزون لتثبيط عمل الغدة الكظرية.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا