كل ما تودين معرفته عن مسحة عنق الرحم (بابسمير Pap Smear)
تُعد مسحة عنق الرحم أو Pap Smear من أهم الفحوص الوقائية التي تُجرى للنساء، لأنها قادرة على اكتشاف التغيرات المبكرة في خلايا عنق الرحم قبل أن تتحول إلى مشكلات خطيرة. في هذا المقال ستجدين كل ما تحتاجين معرفته عنها، من الهدف وطريقة الإجراء وحتى النتائج والمتابعة.
ما هي مسحة عنق الرحم؟
هي فحص بسيط وسريع يتم فيه جمع عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم (المنطقة الفاصلة بين المهبل والرحم) باستخدام أداة دقيقة غير مؤلمة.
تُرسل هذه العينة إلى المختبر، حيث تُفحص تحت المجهر للتأكد من سلامة الخلايا.
ما الهدف من المسحة؟
الهدف الرئيسي هو الكشف المبكر عن التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم، والتي قد تكون ناتجة عن:
● التهابات مزمنة.
● عدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
● أو مراحل مبكرة من سرطان عنق الرحم.
أي أن المسحة لا تشخّص السرطان بحد ذاته، لكنها تكشف التغيرات قبل السرطانية التي يمكن علاجها بسهولة قبل أن تتطور.
ما العلاقة بين فيروس HPV وسرطان عنق الرحم؟
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ينتقل عبر العلاقة الزوجية،
وتُعد بعض أنواعه — خاصة النوعين 16 و18 — السبب الرئيس لأغلب حالات سرطان عنق الرحم.
لذلك أصبح من الشائع إجراء تحليل HPV مع مسحة عنق الرحم للحصول على نتيجة أكثر دقة.
متى يجب أن تبدأ المرأة في إجراء المسحة؟
حسب التوصيات العالمية:
● من 21 إلى 29 سنة: الفحص المُوصي به 👈 Pap smear فقط كل 3 سنوات
● من 30 إلى 65 سنة: الفحص المُوصي به 👈 Pap + HPV (co-test) كل 5 سنوات
● بعد 65 سنة: يمكن التوقف إذا كانت النتائج السابقة طبيعية
● بعد استئصال الرحم الكامل: لا حاجة للمسحة غالبًا، إلا إذا كان الاستئصال بسبب خلايا غير طبيعية
متى يُنصح بإجراء المسحة خارج المواعيد الروتينية؟
° وجود نزيف بعد الجماع.
° إفرازات مزمنة أو دموية.
° قرحة في عنق الرحم لا تستجيب للعلاج.
° أو إذا كانت هناك نتائج غير طبيعية سابقة في المسحة.
كيف تُجرى المسحة؟
الإجراء بسيط ولا يحتاج لتخدير:
1. تستلقين على الكرسي النسائي.
2. يفتح الطبيب المهبل بلطف باستخدام المنظار.
3. تُؤخذ عينة من خلايا عنق الرحم بفرشاة صغيرة.
4. تُرسل العينة إلى المختبر للفحص المجهري.
الإجراء غير مؤلم، وقد تشعرين فقط بانزعاج خفيف أو نقط دم بسيطة afterward.
 |
| كيفة إجراء مسحة عنق الرحم |
متى أفضل وقت لإجراء المسحة؟
° بعد انتهاء الدورة بأربعة إلى خمسة أيام.
° لا تُجرى أثناء الدورة.
° تجنّبي الغسول المهبلي أو التحاميل قبل الفحص بيوم على الأقل.
كيف تُفسَّر النتائج؟
| النتيجة | التفسير | الإجراء التالي | |
|---|---|---|---|
| 1 | Normal | خلايا طبيعية | فحص دوري بعد 3–5 سنوات |
| 2 | Inflammation | التهابات بسيطة | علاج موضعي و إعادة المسحة بعد أشهر |
| 3 | ASC-US / CIN | تغيرات غير طبيعية بسيطة أو متوسطة | فحص إضافي أو منظار عنق رحم |
| 4 | HPV Positive | وجود فيروس الورم الحليمي | مراقبة أو علاج حسب النوع |
| 5 | Malignant cells | خلايا سرطانية | إحالة فورية للعلاج المتخصص |
ماذا بعد الكيّ أو علاج القرحة؟
إذا أُجري كيّ لعنق الرحم، يجب تأجيل المسحة لمدة 3–6 أشهر حتى يلتئم النسيج تمامًا، لأن الكيّ قد يُغيّر شكل الخلايا مؤقتًا ويؤثر على النتيجة.
💎 نصيحة ختامية:
مسحة عنق الرحم فحص بسيط يستغرق دقائق، لكنه ينقذ حياة آلاف النساء سنويًا.
الالتزام بالفحص الدوري أهم وسيلة للوقاية من سرطان عنق الرحم إلي جانب العلاقات الآمنة والتطعيم ضد HPV كلها خطوات تحميك على المدى البعيد.
أسئلة شائعة حول مسحة عنق الرحم (Pap Smear)
🔹 هل المسحة تؤلم؟
لا، الإجراء غير مؤلم في الغالب، لكنه قد يسبب انزعاجًا بسيطًا أو شعورًا بالضغط أثناء إدخال المنظار، وأحيانًا نقط دم خفيفة بعد الفحص، تزول خلال ساعات.
🔹 هل يمكن عمل المسحة أثناء الحمل؟
نعم، يمكن إجراؤها بأمان خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل، إذا رأى الطبيب أن هناك داعيًا لذلك، مثل وجود إفرازات غير طبيعية أو قرحة مزمنة. لكن لا تُجرى عادة في أواخر الحمل لتجنب تهيّج عنق الرحم.
🔹 هل تؤثر على الخصوبة أو تسبب نزيفًا؟
أبدًا، المسحة لا تؤثر على فرص الحمل ولا تضر بعنق الرحم،
لأنها تأخذ فقط خلايا سطحية دون أي تدخل عميق.
والنزيف الخفيف الذي قد يحدث بعد الفحص طبيعي جدًا ويستمر لساعات قليلة فقط.
🔹 هل تحتاج لتحضير خاص قبل الفحص؟
نعم، تحضيرات بسيطة فقط:
تجنبي الجماع قبل الفحص بـ 24–48 ساعة.
لا تستخدمي الغسولات أو التحاميل المهبلية قبل يوم من الفحص.
اختاري موعدًا بعد انتهاء الدورة بأربعة إلى خمسة أيام.
🔹 متى تظهر النتيجة؟
تظهر النتيجة عادة خلال 3 إلى 7 أيام.
وإذا كانت غير طبيعية، فقد يوصي الطبيب بإعادة المسحة أو عمل منظار عنق الرحم (Colposcopy) لفحص المنطقة بدقة.
🔹️ما الفائدة لو كانت كل شيء طبيعي؟
حتى لو كنتِ لا تعانين من أي أعراض،
فإن المسحة الدورية تمنحك الأمان والوقاية،
لأن تغيرات عنق الرحم لا تُظهر أعراضًا في المراحل الأولى.
لذلك، الوقاية هنا أقوى من العلاج.
نصائح للحفاظ على صحة عنق الرحم
لأن الوقاية دائمًا خير من العلاج، إليك مجموعة من العادات التي تقيك من التهابات أو تغيرات عنق الرحم:
1. اهتمي بتغذيتك
● احرصي على تناول أطعمة غنية بـ فيتامين C (مثل الحمضيات والفلفل) وفيتامين A (مثل الجزر والبطاطا الحلوة)، فهي تعزز مناعة الخلايا وتجددها.
● أضيفي الخضروات الورقية والحبوب الكاملة لمضادات الأكسدة الطبيعية.
● قللي من السكريات الزائدة والأطعمة المصنعة لأنها تُضعف المناعة وتزيد الالتهابات.
2. التزمي بالفحص الدوري
● لا تنتظري ظهور الأعراض، بل اجعلي مسحة عنق الرحم فحصًا روتينيًا كل 3–5 سنوات حسب عمرك ونتيجتك السابقة.
● احتفظي بسجل طبي للنتائج حتى يسهل على الطبيب متابعة أي تغير.
3. العناية الصحية اليومية
● استخدمي غسولًا لطيفًا متوازن الحموضة (pH 3.5–4.5) مرة أو مرتين أسبوعيًا فقط.
● جفّفي المنطقة برفق بعد الغسل، وارتدي ملابس قطنية تسمح بالتهوية.
● تجنبي الاستخدام المفرط للغسولات الداخلية والعطور المهبلية لأنها تخل بتوازن البكتيريا النافعة.
4. العلاقات الزوجية الآمنة
● استخدام الواقي يقلل انتقال فيروس HPV وغيره من العدوى المنقولة جنسيًا.
● تجنبي تعدد الشركاء، فذلك من أهم عوامل الوقاية من سرطان عنق الرحم.
5. التطعيم ضد فيروس HPV
يُنصح به للفتيات من عمر 9 إلى 26 سنة،
ويمكن إعطاؤه حتى سن 45 بعد استشارة الطبيب.
اللقاح لا يُغني عن المسحة الدورية، لكنه يقلل بنسبة كبيرة خطر العدوى بالأنواع المسببة للسرطان.
6. احرصي على نمط حياة صحي
● النوم الكافي وتقليل التوتر يعززان المناعة.
● الإقلاع عن التدخين ضروري، لأن النيكوتين يضعف خلايا عنق الرحم ويزيد خطر التغيرات غير الطبيعية.
🌷 الخلاصة
> مسحة عنق الرحم فحص بسيط لكنه من أقوى أدوات الطب الوقائي.
بضع دقائق كل بضع سنوات يمكن أن تنقذ حياتك وتحافظ على خصوبتك وصحتك الأنثوية لسنوات طويلة.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا