أعاني من البطانة الرحمية المُهاجرة و الطبيبة أخبرتني أنه من المُستحسن إستئصال المبيض...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أدري من أين أبدأ بشرح حالتي، عمومًا كنت صغيرة (15 سنة) كانت حالتي مشخصة على أساس تكيس المبايض ومقاومة الأنسولين وان كانت لا تظهر في الإيكو بل في التحاليل و اكتشفنا تكيسات على مستوى المبيض وخضعت لعملية، بعد عامين تقريبًا خضعت لعملية أخرى (بالمنظار) لنزع تكيس آخر و بعد التحاليل تبين أن لدي مرض البطانة المُهاجرة. وقالت الطبيبة ان بطانة الرحم المهاجرة ليس لها علاج غير الحمل فهو يخفف الألم وقبل زواجي بأشهر تم تشخيص انسداد في قناة فالوب قالت الطبيبة اذ لم يتم حمل نعمل عملية بالمنظار تزوجت وحملت في أول شهر والحمدلله … و الولادة قيصرية -غير مبرمجة- بعد 4 أشهر من الولادة ألحت الطبيبة علي بمحاولة الحمل لوجود كُتلة في المبيض وانسداد في قناة فالوب (الجهة اليسرى) و حاليًّا حامل بعد 8 اشهر من القيصرية وقالت الطبيبة أنه من المستحسن إستئصال المبيض بعد الولادة فما سبب الإستئصال؟ وهل سيؤثر على المخزون البويضي؟ وبطبيعة الحال سن يأس مُبكّر. وهل ممكن ألد ولادة طبيعية؟ وأذكر أيضًا الألم الكبير أثناء الجماع، فما حلّه؟ ومانصيحتك لي عمومًا وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم ومقالاتكم النافعة
الجواب
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لقد ذكرتي في استشاراتك تشخيص لحالتين مختلفتين عن بعضهما في الاعراض و العلاج و هما : متلازمة تكيس المبايض و بطانة الرحم المهاجرة، دون ذكر الاعراض التي تشكين منها لتحديد المشكلة بالضبط. فمتلازمة تكيسات المبايض هي اضطراب هرموني تتميز بوجود اثنين علي الأقل من: تأخر في الدورة الشهرية لأكثر من 35 يوم، تاخر في الحمل، سمنة، ظهور شعر في أماكن غير مرغوبة، حب شباب، وجود بويضات صغيرة غير ناضجة مابين 2 - 9 مل تظهر في السونار، ارتفاع هرمون ال LH بالنسبة FSH...، بينما بطانة الرحم المُهاجرة فهي وجود البطانة الرحمية في اماكن خارج الرحم أشهرها المبيض و تتميز بوجود: تأخر في الحمل، دورة شهرية مؤلمة، جماع مؤلم، ظهور اكياس دموية علي المبيض. و بما انك خضعتي لعمليات متكررة فعلي الاغلب تم أخذ عينة من النسيج المصاب و فحصها، و ان أظهرت النتائج أصابتك بداء بطانة الرحم المهاجرة، فهذا كافى لتأكيد التشخيص.
و تنقسم الخطوات العلاجية لهذا المرض إلي شقين: علاج بطانة الرحم المهاجرة لعلاج تاخر الحمل و يكون جراحي غالباً او اللجوء لوسائل الإخصاب المُساعدة -و هذا لا ينطبق عليك لأنه ليس لديك تاخر في الحمل بفضل الله-، او علاج بطانة الرحم المهاجرة لعلاج أعراض المرض مثل ألم الحوض المزمن، الدورة الشهرية المؤلمة أو الجماع المؤلم و الذي يكون بإعطاء أدوية هرمونية تهدف إلي تثبيط التبويض و قطع الدورة الشهرية للتقليل من نشاط المرض مثل حبوب منع الحمل المركبة و البروجيستيرون و محفزات GnRH و التي تؤخذ بشكل يومي مدة 6 - 9 أشهر، إلي حين رغبتك في الحمل فجميعها تمنع الحمل، كما انها غير فعالة في علاج الأكياس الدموية الكبيرة (أكبر من 3 سانتي) و التي يجب استئصالها و إعطاء السيدة علاج هرموني مثبط مدة 3 - 6 أشهر بعد العملية لتثبيط نشاط أي بقايا للبطانة المُهاجرة. و بطبيعة الحال يتميز هذا المرض بأنه كثير الرجوع بعد العلاجات الهرمونية و حتي الجراحية و مع ذلك لا يوجد داعي لإستئصال المبيض، فهذا الخيار لا يعد مناسب للنساء اللواتي لم يكملن عائلتهن فهو يؤثر و بشكل كبير علي الخصوبة، و يمكن السيطرة عليه حاليا بالأدوية الهرمونية.
أما بالنسبة لطريقة الولادة فيجب عدم محاولة الولادة الطبيعية إذا كان الفاصل الزمني بين الولادة و الولادة القيصرية السابقة أقل من 18 شهر (اي يجب ان يكون طفلك قد وصل لل 9 أشهر علي الاقل قبل حدوث الحمل التالي) حيث ان ذلك يزيد من إحتمالية حدوث انفجار الرحم.
✍️ يمكنكِ معرفة المزيد حول "البطانة المُهاجرة، الأسباب و طرق العلاج و كيف تؤثر علي الحمل"
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا