البطانة المُهاجرة الأسباب و طرق العلاج و كيف يؤثر علي الحمل

البطانة المهاجرة الأسباب و طرق العلاج

 


من الإسم "البطانة المهاجرة" هو مرض يُعرف بوجود نسيج البطانة الرحمية خارج الرحم. و يحدث بشكل شائع حيث يصيب حوالي 10% من النساء. و حيث أن البطانة الرحمية المهاجرة تعتمد في وجودها و تكاثرها و بشكل كبير علي الهرمونات الجنسية التي يفرزها المبيض، لذلك يتميز هذا المرض بحدوثه في عمر الإنجاب حيث يصيب النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15- 44 عاماً.


الأسباب و آلية حدوث المرض


علي الرغم من أن السبب الرئيسي لحدوث المرض غير معروف، إلا أنه هناك مجموعة من النظريات المُحتملة :

● ارتجاع دم الحيض إلى الأعلي باتجاه قناة فالوب بدلاً من أن يتجه للخارج، ساحباً معه أجزاء من بطانة الرحم.

● انتقال خلايا البطانية الرحمية عبر الأوعية الدموية و الليمفاوية إلي أجزاء أخري خارج الرحم.

● من النظريات الأخري هو حدوث تحور و تغير في نسيج البريتون المُغلف لأعضاء الحوض و البطن إلي نسيج البطانة الرحمية

● خلل في الجهاز المناعي و عدم قدرته علي التعرف علي الخلايا الهاجرة و بالتالي عدم القضاء عليها

تعتبر الوراثة أحد أسباب بطانة الرحم المهاجرة، حيث تزداد فرص الإصابة بالمرض في حالة إصابة إحدى أفراد العائلة كإصابة الأم أو الأخت.

● عوامل هرمونية، حيث تزداد معدلات الإصابة بالمرض بين النساء اللواتي يتعرضن للإستروجين لفترات طويلة مثل : البلوغ المُبكر قبل 11 سنة و انقطاع الطمث المتأخر و عدم حدوث حمل او الولادات الغير متكررة، و يضمر مع الحمل و مع انقطاع الطمث.


مراحل المرض

✅️ المرحلة الخفيفة minimal stage : و فيها توجد بقع من بطانة الرحم المُهاجرة تُري بالمنظار البطني، مع عدم وجود أية أعراض تعاني منها المريضة.

✅️ المرحلة البسيطة mild stage : وجود بقع منتشرة و سطحية من المرض بدون وجود التصاقات.

✅️ المرحلة المتوسطة moderate stage : وجود كيس شوكلاطة علي المبيض لا يتعدي 2 سم او وجود التصاقات بسيطة في الحوض.

✅️ المرحلة الشديدة Severe stage : وجود كيس شوكولاطة علي المبيض أكبر من 2 سم، وجود التصاقات شديدة في الحوض تعيق حركة المبيض و قنوات فالوب، وصول المرض في المراحل الأخيرة للأمعاء و المسالك البولية.


أماكن تواجد البطانة المهاجرة


كما ذكرنا يتواجد نسيج البطانة الرحم في أماكن أخرى من الجسم خارج الرحم وخاصة في منطقة الحوض كالمبيضين، وقناة فالوب، والمثانة والأمعاء، والمستقيم والمهبل.
في حالات نادرة جداً يمكن لهذه الانسجة أن تتواجد على الحجاب الحاجز والرئتين أو في منطقة السرة أو الندوب والجروح القديمة المتواجدة في جدار البطن.


الأعراض


الجدير بالذكر أن نسيج بطانة الرحم المُهاجر يتفاعل مع التغيرات الهرمونية للدورة الشهرية كأنسجة بطانة الرحم الطبيعية و بالتالي فهو ينزف في اوقات الدورة الشهرية في المنطقة المُصابة و لا يخرج الدم خارج الجسم، مما يؤدي لحدوث التهاب و التصاقات و الآم شديدة في المنطقة التي يتواجد بها. و قد يؤدي وجود هذه الأنسجة في المبيضين إلى تكوين ما يعرف بأكياس الشوكولاتة، و سميت بذلك بسبب احتوائها على سائل بني يشبه الشوكولاته و الذي يُمثل دم الحيض المختزن داخل الكيس و المُتحلل. و بالتالي قد تُعاني السيدة من الأعراض الآتية:


● قد لا توجد أية أعراض علي الإطلاق. و يتم إكتشاف البطانة المُهاجرة بالصدفة عند إجراء جراحة لسبب آخر.


● الآم شديدة مع الدورة الشهرية و التي تبدأ قبل الدورة الشهرية بأيام قليلة و تزداد في الشدة مع نزول الدم و تستمر طول فترة نزول دم الحيض.


● ألم أثناء الجماع خاصة مع وجود بطانة الرحم المهاجرة خلف المهبل أو أسفل الرحم.


● ألم مزمن في منطقة الحوض. و قد تُعاني السيدة من ألم حاد و مفاجئ في الحوض نتيحة إنفجار الكيس أو إلتواء المبيض في حالة وجود كيس الشوكولاتة.


● إضطرابات في الدورة الشهرية في شكل تنقيط ما قبل الدورة، او دورة غزيرة، او تكرار نزول الدورة، او نزول دم في غير أوقات الدورة الشهرية.


● تاخر الحمل و يحدث بأكثر من آلية؛ فبطانة الرحم المُهاجرة تكون مصحوبة بخلل في نمو الجريبات و ضعف في التبويض و نقص في مخزون المبيض بالإضافة إلي قصور الجسم الأصفر في انتاج البروحيستيرون، و وجود التصاقات في الحوض في مراحل المرض المُتقدمة. كما أن التغيرات الكيميائية و الهرمونية التي تحدث، من المُحتمل أن تؤثر في حركة الحيوانات المنوية. ومع ذلك فإن العديد من النساء المصابات ببطانة الرحم المُهاجرة قادرات على الحمل دون تلقي أي علاج، خاصة في المراحل الاولي من المرض في المراحل الخفيفة أو المتوسطة.


● أعراض أقل شيوع مثل نزيف شرجي او نزيف مع البول في حالة إنتشار المرض للأمعاء و المثانة.


و يجب ملاحظة ان شدة الأعراض لا ترتبط بدرجة إنتشار المرض، فقد يكون لدي بعض السيدات بقع قليلة جدًا من التهاب بطانة الرحم و مع ذلك تُعاني السيدة من ألم شديد. و قد يكون لدي البعض الآخر إنتشار شديد للمرض، و لكنهن لا يعانين من قدر كبير من الألم.


التشخيص


● فحص الحوض قد يبين وجود تكتلات مؤلمة في الحوض، و الرحم قد يكون مائل و غير متحرك نتيجة الإلتصاقات الشديدة، كما يمكن جس الكيس الدموي (كيس الشكولاتة) ككتلة مؤلمة متحركة او ثابتة في الحوض. كل هذه علامات قد تشير إلي وجود بطانة رحم مُهاجرة، مع ملاحظة أنها قد تكون أيضاً علامات لوجود التهاب او سرطان في الحوض.


● السونار المهبلي (الموجات فوق الصوتية) قد يساعد في تشخيص بطانة الرحم المُهاجرة، و رؤية الأكياس الدموية علي المبيض و بالتالي وضع الخطة التشخيصية والعلاجية لمرض البطانة المهاجرة، إلا أنه في كثير من الأحيان تظهر الصورة طبيعية في المراحل المبُكرة من المرض.


التصوير بالرنين المغناطيسي

عادة ما يستخدم الرنين المغناطيسي في حالة الإشتباه بوجود بطانة رحم مُهاجرة عميقة حيق يلعب الرنين المغناطيسي دوراً أساسياً في دقة تشخيص وتحديد انتشار و عمق مرض البطانة المهاجرة و بالتالي ينشئ تقييماً متكاملاً لمدى شدة المرض.


● تحليل Ca125, يرتفع في درجات المرض المتوسطة إلي الشديدة، و قد لا يفيد كثيراً في التشخيص حيث أنه يرتفع في العديد من الحالات الأخري التي تسبب إلتهاب للبريتون (غلاف الحوض).


● التشخيص النهائي و الأكيد يكون برؤية الإصابة مُباشرة عن طريق المنظار البطني او جراحة مفتوحة و أخذ عينة من النسيج المُصاب


العلاج


الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج نهائي لبطانة الرحم المُهاجرة، و الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض و التقليل من معدل رجوع المرض و المساعدة علي الحمل. و طرق العلاج تشمل العلاج الدوائي أو الجراحي، يختلف العلاج باختلاف العرض الرئيسي للسيدة هل هو الألم أم تأخر الحمل، و حسب رغبتها المستقبلية في الحمل و ما اذا كان المرض في صورة بقع implants أو كيس علي المبيض endometrioma.


1️⃣ العلاج الدوائي

و الذي يشمل علاجات هرمونية مثل : حبوب منع الحمل المركبة و البروجيستيرون و محفزات GnRH و التي تعمل بشكل أساسي علي تثبيط إفراز FSH و LH و بالتالي تمنع التبويض و تحد من إفراز هرمون الأستروجين من المبيض و تقطع الدورة الشهرية و ذلك لتثبيط نشاط البطانة المُهاجرة. حيث يلعب هرمون الإستروجين دوراً مهماً في تحفيز نشاط و نمو البطانة المُهاجرة.

و بما أن جميع الأدوية المُستخدمة في علاج بطانة الرحم المُهاجرة تمنع الحمل لذلك فهي تستخدم فقط إذا كانت السيدة تعاني من الآم شديدة في الحوض او مع الجماع او مع الدورة الشهرية و ليس لها رغبة في الحمل. و يعتبر العلاج الهرموني هو مثبط للمرض و ليس علاجي اي لا يقضي عليه تماماً، لذلك فإن فرص رجوع المرض و الأعراض كبير جداً بعد إيقاف العلاج، و بالتالي يُنصح بإعطاء كورس علاجي مطول و بشكل يومي مدة 6 - 9 أشهر لتقليل تكرار الدورة الشهرية. كما انه لا يعالج الإلتصاقات، و غير فعّال في علاج أكياس البطانة المُهاجرة علي المبيض (أمياس الشوكولاتة).


العلاج الجراحي

و يتم اللجوء للجراحة في الحالات الآتية:

● رغبة السيدة في الحمل : يعتبر اللجوء للجراحة هو خط العلاج الأول للسيدات اللواتي يعانين من تأخر الحمل حيث أنها تساعد في تحسين فرصة حدوث في الحمل. و تهدف الجراحة إلي إزالة نسيج البطانة الرحمية المُهاجرة، فك الإلتصاقات، و إستئصال أكياس الشوكولاتة لإسترجاع التركيب التشريحي الطبيعي للأعضاء التناسلية. و البدء بعد الإجراء الجراحي بمنشطات التبويض. و في حال لم تنجح الجراحة و منشطات التبويض في تحسين فرص حدوث الحمل، كذلك في حالة نقص مخزون المبيض بشكل كبير، حينها يمكن التفكير في علاجات الخصوبة المُساعدة كالحقن المجهري لتحسين فرصة الحمل والإنجاب.

● وجود أكياس الشوكولاتة الكبيرة (أكثر من 3سم)، حيث أنها لا تستجيب للعلاج الدوائي، كما أنها عُرضة للإنفجار حتي أثناء فترة تناول الهرمونات العلاجية. و في حال رغبة السيدة في الحمل مع وجود كيس الشوكولاتة 3 سم او أقل فيمكن تركه و البدء بمنشطات التبويض، مع ضرورة التأكد من سلامة الأنابيب و وجود مخزون طبيعي للمبيض قبل البدء في المنشطات، أما اذا كان حجمه أكبر من 3سم فيجب إستئصاله لتحسين الخصوبة.

● فشل الأدوية في السيطرة علي الألم.

● تكرار رجوع المرض.

● إنتشار شديد للمرض (المراحل 3 - 4).

قد يكون الإجراء الجراحي حل فعّال للتخلص من الآلام و تحسين الخصوبة للعديد من الحالات ، مع ملاحظة إحتمالية رجوع الأعراض بعد سنوات قليلة من الجراحة.

● للنساء اللواتي اكملن عائلتهن و لم تعد لديهن رغبة في الحمل و يُعانين من درجة متوسطة او شديدة من المرض، تُنصح هذه الحالات بإستئصال كامل للرحم و المبايض و الأنابيب مع إعطاء علاج هرموني بديل في صورة استروجين و بروجيستيرون (بدلاً من الإستروجين وحده لمنع إعادة نشاط المرض) و تأجيل البدء به ل 6 أشهر بعد العملية. و في حال إبقاء المبيض كما في النساء الصغيرات في العمر او إذا رغبت السيدة بذلك، فمن المحتمل ان ترجع الأعراض مرة أخري لذلك يجب إعطاء السيدة علاج هرموني مثبط مدة 3 - 6 أشهر بعد العملية لتثبيط نشاط أي بقايا للبطانة المُهاجرة.

تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

هرمون الحليب و علاقته بالحمل

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

عدم انتظام الدورة الشهرية

الحمل خارج الرحم ما أسبابه؟ وماهي مخاطره؟

طرق تضييق المهبل

أسباب رائحة المهبل الكريهة و طرق التخلص منها

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج