أسباب الألم أثناء الجماع

أسباب الألم أثناء الجماع


هناك الكثير من السيدات اللواتي يعانين من ألم أثناء الجماع و الذي تعتبره الكثير منهن أمر مخجل لا ينبغي أن تتحدث به مع الطبيب، و في واقع الأمر ليس من الطبيعي أن تكون عملية الجماع مؤلمة و قد يكون ذلك عرض للعديد من الأمراض التي قد يكون بعضها خطير و يستدعي العلاج. فتابعي قراءة المقال حتي تتعرفي علي أهم أسباب الألم أثناء الجماع، و ضرورة إستشارة الطبيب للتعرف علي السبب و وضع العلاج المناسب للإستمتاع بحياة جنسية صحية.


الجماع المؤلم أو ما يُسمي (عُسر الجماع) dyspareunia هو وجود ألم في الأعضاء  التناسلية للمراة أثناء عملية الجماع و الذي قد يوجد في أي مكان في المنطقة التناسلية مثل البظر والأشفار والمهبل، و يحدث في شكل ألم حاد أو وخز أو حرقان، وقد يستمر لساعات بعد الجماع، و هو عرض شائع كثيراً ما تشعر به السيدات في مرحلة ما من حياتهن. مما يترتب عليه مشاكل مثل الخوف من الجماع و فقدان المُتعة الجنسية و مشاكل مع الشريك.


الأسباب

يعود الجماع المؤلم إلي العديد من الأسباب العضوية و النفسية و لتسهيل فهم الأسباب المُحتملة يجب معرفة أنّ دخول القضيب الأعضاء التناسلية الأنثوية يُشكل ضغطاً علي كل من منطقة الفرج (الأعضاء التناسلية الخارجية) و المهبل و عنق الرحم و عضلات قاع الحوض و الأعضاء المحيطة كالمثانة و الأمعاء، بالتالي وجود أي مشكلة في هذه الأجزاء (التهاب/إصابة/ورم) قد يجعل الجماع مؤلماً.


و يُصنّف الألم أثناء الجماع حسب المكان ما إذا كان خارجي أي يُحس عند الإيلاج في منطقة الفرج vulva و مدخل المهبل introitus، أو داخلي عند الدخول العميق للقضيب في منطقة الحوض إلي :


🔴 ألم سطحي superficial و يحدث بسبب :


• جفاف المنطقة وعدم وجود رطوبة كافية في المهبل نتيجة عدم إعطاء وقت كافي للمداعبة أو نتيجة عوامل هرمونية بسبب انخفاض مستويات الإستروجين كما في اقتراب عمر انقطاع الطمث أو بعد الولادة و الرضاعة الطبيعية و ما قبل الدورة الشهرية، أو نتيجة أدوية معينة مثل الأدوية المضادة للإكتئاب والمهدئات وأدوية ارتفاع ضغط الدم و مضادات الهيستامين، و حبوب منع الحمل.


✍️ تعرفي علي المزيد حول "جفاف المهبل، الأسباب و طرق العلاج"


• وجود️ عدوي أو التهاب في الفرج أو في مجري البول، و قد تكون أيضاً نتيجة وجود مشاكل جلدية كالعدوي او الإكزيما أو مشاكل جلدية أخري.


• حدوث عدوي في المهبل أو عنق الرحم كالإصابة بالفطريات و الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا​​، والسيلان، وداء المشعرات.


• تهيّج نتيجة حادث أو جراحة حديثة في الحوض أو إصابة في الأعضاء التناسلية أثناء الولادة الطبيعية.


• بعد جراحة ترميم قاع الحوض، حيث عادة يصبح المهبل أضيق و أقصر مسبباً ألم أثناء الجماع.


التشنج المهبلي Vaginismus وهو عبارة عن تقلصات لاإرادية في عضلات جدار المهبل تحدث أثناء الإيلاج مما يجعل الجماع مؤلمًا.


• وجود عيوب خلقية في المهبل منذ الولادة مثل ضيق المهبل أو عدم اكتمال تكوّن المهبل.


• قد يكون الألم أثناء الجماع كذلك ناتج عن أسباب نفسية مثل التوتر والقلق و الإكتئاب و الإجهاد أو التعرض سابقاً لحادثة سيئة متعلقة بالجنس. كما أن الخوف من تكرار الألم قد يؤدي إلي نفور و ألم أكثر من العلاقة الحميمة.


🔴 ألم عميق deep :


ينتج الألم العميق مع الإيلاج العميق و الذي قد يسوء في أوضاع معينة في حالات مثل :

• البطانة المُهاجرة
• إلتهاب الحوض
• التصاقات الحوض التي تُشكّل ندبات من النسيج الليفي داخل الحوض و مابين الأعضاء مما يُغيّر الشكل التشريحي الطبيعي لهذه الأعضاء و يعوق حركتها جاعلاً عملية الجماع أمراً مؤلماً. تحدث هذه الإلتصاقات نتيجة التهابات مُزمنة أو جراحات سابقة في الحوض كالقيصرية أو الزائدة الدودية أو عملية إستئصال الرحم.
هبوط الرحم وميلان الرحم للخلف
• أورام الرحم الليفية
• أكياس المبيض كبيرة الحجم
• الْتِهاب المثانة
• متلازمة القُولون المتهيِّج irritable bowel syndrome


التشخيص

يعتمد تشخيص عُسر الجماع بشكل رئيسي علي الأعراض و علي أخذ معلومات مُفصّلة عن التاريخ الطبي و الجنسي للمريضة، بالإضافة إلي البحث عن بعض العلامات أثناء الفحص السريري و بعض الفحوصات التي تساعد الطبيب علي معرفة السبب وراء هذه المشكلة.


أعراض و علامات يجب التحقق منها لمعرفة سبب الألم أثناء الجماع:


عمر المريضة، حيث تحدث تغيرات هرمونية بسبب نقص هرمون الإستروجين، في عمر إنقطاع الطمث تؤدي لضمور و جفاف المهبل مسببة عُسر الجماع.


• السؤال عن طبيعة الألم و مكانه و عن ما إذا كان يحدث في أوضاع معينة. و هل يحدث في أوقات معينة كإقتراب موعد الدورة الشهرية مثلاً.


• أخذ معلومات حول وجود أية عوامل إجتماعية أو ضغوط نفسية قد تكون سبباً لهذه المشكلة.


• السؤال علي جفاف المنطقة، أو إستعمال أدوية تسبب الجفاف مثل بعض أنواع حبوب منع الحمل.


• وجود إفرازات مهبلية مصحوبة بحكة أو حرقان أو رائحة كريهة 👈 علامة لوجود عدوي مهبلية.
• وجود حرقان أثناء التبول وتكرار التبول 👈 علامة لوجود التهابات في المسالك البولية.


• الم له علاقة بالدورة الشهرية، الذي يبدأ عادة قبل الدورة الشعرية بأسبوعين و يتناقص مع نزول الدم 👈 يحدث في حالات البطانة المهاجرة. كما قد تحدث الآم شديدة أثناء الدورة الشهرية في حالة وجود التهابات الحوض pelvic inflammatory disease PID.


• ألم أسفل البطن قد يكون مصحوب بإفرازات مهبلية و أحياناً حُمي 👈 عرض لإلتهابات الحوض.


• وجود نزف بعد الجماع قد يكون علامة لإلتهابات عنق الرحم أو أورام عنق الرحم.


• وجود انتفاخ في البطن و نوبات إمساك متناوبة مع إسهال قد يدل علي 👈 وجود متلازمة القُولون المتهيِّج.


• تاريخ الولادات السابقة و ما إذا كانت متعسرة أو لا.


• وجود أي جراحات سابقة في الحوض أو الخضوع لعملية إستئصال الرحم أو عملية ترميم قاع الحوض 👈 كثيراً ما تسبب عُسر الجماع.


• فحص منطفة الفرج للتحقق من عدم وجود أي التهابات أو أمراض جلدية و الكشف الداخلي باستخدام المنظار المهبلي speculum examination الذي يباعد جدران المهبل عن بعضها ليتمكن الطبيب من رؤية المهبل و عنق الرحم 👈 للتحقق من وجود التهابات أو أورام أو علامات ضمور في المهبل.


• الفحص البطني الحوضي Bimanual pelvic examination قد يبين وجود كتلة في منطقة الحوض كما في حالات أورام الرحم الليفية أو أكياس المبيض. أو وجود ميلان خلفي في الرحم.


• وجود ألم عند محاولة الطبيب تحريك عنق الرحم cervical motion tenderness (علامة لوجود التهاب الصفاق peritonitis)، قد يُلاحظ في حالات التهاب الحوض و البطانة المهاجرة.


• إختبار بول و مسحة مهبلية high vaginal swabs و مسحة من عنق الرحم Endocervical swabs لتشخيص وجود أي عدوي.


• إجراء موجات فوق الصوتية للحوض للتحقق من عدم وجود أورام ليفية في الرحم و أكياس المبيض.


• قد تحتاح بعض الحالات إجراء منظار بطني تشخيصي laparoscopy لإستبعاد وجود التهابات أو التصاقات في الحوض، البطانة المهاجرة و أكياس المبيض.


• وجود أي إصابة غير طبيعية في منطقة الفرج قد يستدعي أخذ عينة تحت تأثير مخدر موضعي.


العلاج

يعتمد علاج عُسر الجماع بالدرجة الأولي علي علاج العامل المُسبب :


✅️ في حالة جفاف المهبل:
• إعطاء الوقت الكافي للمداعبة.
• استخدام المرطبات المهبلية و المزلقات أثناء الجماع.
• استخدام الإستروجين الموضعي في شكل كريم أو تحاميل مهبلية.
•  استخدام دواء الأوسبيميفين ( Ospemifene)(أوسفينا) المُعتمد من منظمة الدواء و الغذاء FDA, في حالات عسر الجماع المعتدل إلي الشديد نتيجة انقطاع الطمث، وهو دواء له تأثيره مُشابه للإستروجين، حيث يمكن إستخدامه لتجنب تأثيرات الإستروجين الجانبية.


✅️ إستخدام المضادات الحيوية و مضادات الفطريات في حالة وجود عدوي و تجنب تطبيق أي مواد عطرية فقد تسبب تهيّج و تحسس للمنطقة مما يؤدي لجفافها و زيادة تعرضها للعدوي. كما يُنصح بتجنب استخدام الدوش المهبلي لغسل المهبل داخلياً.


✅️ قد تتطلب بعض أنواع العدوي كالأمراض المنقولة جنسياً علاج الزوج في نفس الوقت مع الإمتناع عن الجماع أثناء فترة العلاج.


✅️ إستخدام مُهدئات و مُرخيات عضلات المهبل في حالة التشنج المهبلي اللاإرادي مع ممارسة تمارين كيجل بانتظام التي تساعد علي إسترخاء عضلات قاع الحوض.


✅️ علاج الحالات المرضية كالبطانة المهاجرة و أورام الرحم الليفية و الإلتصاقات إن وُجدت.


✅️ تجنب العلاقة الزوجية لمدة 6 أسابيع على الأقل بعد الولادة.


✅️ إفراغ المثانة قبل الجماع.


✅️ تعاون الزوج علي اتخاذ أوضاع أقل تسبباً بأي إنزعاج أو ألم للزوجة أثناء الجماع كما يمكنكِ تجرّبة وضعيّةً تعتلين فيها الزوج، حيث تمنحك هذه الوضعية تحكم أكبر ، وبذلك  ستستطيعين ضبط الإيلاج حتى العمق الذي يناسبك.








تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

هرمون الحليب و علاقته بالحمل

علامات إقتراب الولادة، وطرق تسهيل الولادة

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل

عدم انتظام الدورة الشهرية

الحمل خارج الرحم ما أسبابه؟ وماهي مخاطره؟

جفاف المهبل الأسباب و طرق العلاج