مراحل الولادة الطبيعية

مراحل الولادة الطبيعية

تُعرف الولادة الطبيعية بأنها عملية خروج الجنين من رحم الام عبر قناة الولادة دون أي مساعدات خارجية. و التي تتم عادة بين الأسبوعين 38 - 40 من الحمل

يعتبر المحفز الرئيسي لبدء هذه العملية لا يزال غير معروف، و يُعتقد أنه يعود لمجموعة من العوامل المشتركة بين الأم و الجنين و المشيمة كالعوامل الهرمونية المتمثلة في زيادة إفراز مركبات تحفز بدء التقلصات الرحمية كالبروستاجلاندين و الاوكسيتوسين و عوامل ميكانيكية متمثلة في التمدد الشديد لعضلات الرحم و ضغط وزن الجنين علي عنق الرحم، بالإضافة إلي انتهاء العمر الإفتراضي للمشمية. 

و تمر عملية الولادة الطبيعية ب 4 مراحل :

 المرحلة الأولي 1st stage (مرحلة إتساع عنق الرحم)

وتمتد من بداية الطلق إلي الإتساع الكامل لعنق الرحم ل 10 سم، و تستغرق هذه المرحلة حوالي 8 - 12 ساعة في البكر، و 6 - 8 ساعات في السيدة التي لديها ولادات سابقة. و تتميز بوجود إنقباضات رحمية منتظمة و متكررة و التي تعمل علي توسيع عنق الرحم و دفع الجنين للأسفل في إتجاه الحوض، و يجب ان يكون معدل الانقباضات الطبيعية للرحم 3 - 4 إنقباضات كل 10 دقائق و تبلغ مُدة كل منها حوالي 60 ثانية.

و تعتبر المرحلة الأولى من الولادة الطبيعية هي أطول المراحل الأربعة. وتنقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين وهما: المخاض المبكر والمخاض النشط.

↩️ المخاض المبكر latent phase

و هي المرحلة التي تمتد من بداية أعراض الطلق إلي أن يصل إتساع عنق الرحم ل 3 - 4, خلال هذه المرحلة يتهيأ عنق الرحم للولادة بحيث يبدأ بالترقق و يصبح أكثر ليونة

خلال هذه المرحلة:

 

● ستشعرين بانقباضات خفيفة وغير منتظمة تستمر كل واحدة من هذه الانقباضات من 30 إلى 45 ثانية. و قد تلاحظين إفرازات مهبلية وردية اللون أو شفافة أو بها قليل من الدم. و التي تُمثل السدادة المخاطية التي تسد فتحة عنق الرحم خلال فترة الحمل للوقاية من العدوي. 

● لا يمكن التنبأ بتوقيت بدء المرحلة النشطة، حيث يختلف متوسط طول هذه مرحلة المخاض المُبكر من ساعات إلى أيام فلا تتسرعي بالذهاب للمستشفي في هذا الوقت مالم يحدث تمزَّق كيس الماء المحيط بالجنين أو تعرضتِ لنزيف مهبلي.

↩️ المخاض النشط active phase و يُعرف كذلك بالمرحلة السريعة rapid phase

و تبدأ هذه المرحلة عندما يصل إتساع عنق الرحم ل 4 سم أو أكثر، حيث يتسع فيها عنق الرحم بمعدل سنتيمتر واحد كل ساعة تقريبًا. و تستمر غالبًا هذه المرحلة من 4 إلى 8 ساعات،

خلال هذه المرحلة:

● ستصبح انقباضاتك قوية ومتقاربة ومنتظمة وتستمر لفترة أطول تقريباً من 45 إلى 60 ثانية، و قد يتمزّق كيس الماء في هذا الوقت إذا لم يتمزق بعد وستشعرين بضغط متزايد في الظهر. و يعتبر هذا هو الوقت المناسب للذهاب للمستشفي. و عندما يصل إتساع عنق الرحم إلى 6-7 سم ، يضغط رأس الطفل على قناة الولادة وتزداد الآلام وتشتد حدتها لتزداد في الشدة للغاية في الجزء الأخير من مرحلة المخاض النشط و ستتقارب الانقباضات من بعضها و قد تستمر كل إنقباضة من 60 إلى 90 ثانية. ستشعرين خلال هذا الوقت بضغط شديد في أسفل الظهر. و بالرغبة في الدفع (الحزق). 

نصائح أثناء المرحلة الأولي من المخاض

● خلال مرحلة المخاض المبكر يجب عليكِ المحافظة علي الإسترخاء كالتنفس بعمق و الإستحمام بماء دافئ و عمل تدليك خفيف بين الانقباضات و المشي و إتخاذ أوضاع مريحة لتخفيف الألم. و يمكنك تناول الأطعمة الخفيفة كالبيض و البسكويت و السوائل كالماء و العصير و الشاى و الأعشاب كالبابونج و الزعتر 

● بدخولك للمستشفي سيقوم الطبيب بأخذ البيانات اللازمة و فحصك و فحص الجنين للتأكد من سلامته و إمكانية الولادة الطبيعية كفحص وضعيته و نزوله بالرأس و وزنه و كمية السائل المحيط به و التأكد من وجود المشيمة في موضع مرتفع. 

● كما سيقوم بإجراء فحص مهبلي لتقييم عنق الرحم من حيث درجة الإتساع و الليونة و الترقق و درجة نزول رأس الجنين في الحوض. و يجب إجراء الفحص المهبلي بمعدل مرة كل 4 ساعات و لا يُنصح بالفحص المهبلي المتكرر خاصة مع تمزق غشاء كيس الجنين لمنع انتقال العدوي داخل الرحم.

● في هذا الوقت تُمنع الأطعمة الصلبة و يمكنكِ تناول كميات قليلة من السوائل كالماء و العصير، حيث سيؤدي الطعام الموجود في المعدة إلي مضاعفات خطيرة في حال دعت الحاجة لإجراء عملية قيصرية لأي سبب غير مُخطط له. و سيتم إعطاءكِ محاليل عبر الوريد لمنع حدوث الجفاف.

● كما يُنصح بالمشي إذا لم يكن هناك تمزق في كيس الجنين، حيث يقوي من عضلات الحوض و يجعل أربطته أكثر مرونة، ويسهّل من نزول الجنين. أو النوم علي الجانب الأيسر حيث تحسّن هذه الوضعية تدفق الدم للجنين.

● اتخاذ وضع القرفصاء من حين إلي آخر لزيادة مرونة أربطة الحوض، و توسيع عظام الحوض، مما يسّهل نزول الجنين في الحوض.

● الدخول لدورة المياة من حين لآخر، لتفريغ المثانة و الأمعاء حتي لا تشكّل ضغطاً علي الرحم فتمنع نزول رأس الجنين في الحوض. 

● أ️خذ نفس عميق عند بدء الإنقباضات لإستنشاق كمية كبيرة من الأكسجين لإعطائك طاقة أكبر كما يعمل ذلك علي تخفيف الآلام.

● يجب تجنّب الحزق اثناء الإنقباضات في المرحلة الأولي من المخاض فهو من جهة لا يجدي نفعاً لأن عنق الرحم لازال لم يُفتح بالكامل و يسبب تورم عنق الرحم، ما قد يؤخر الولادة، ومن جهة أخري يجعلك مُجهدة، و أكثر عرضة لهبوط الرحم فيما بعد، حافظي فقط على التنفس العميق عند حدوث الإنقباضات.

المرحلة الثانية 2nd stage ( مرحلة ولادة الجنين)

و تمتد هذه المرحلة من الإتساع الكامل لعنق الرحم إلي خروج الجنين، وتستغرق من 1 - 2 ساعة في البكر، ومن 1/2 ساعة - 1 ساعة في السيدة التي لديها ولادات سابقة. سيتم إعطاءك محاليل وريدية لمنع الجفاف و تحسين الدورة الدموية و متابعة نبض الجنين و كل ما عليك فعله خلال هذه المرحلة هو الدفع بقوة أثناء كل إنقباضة لزيادة سرعة تحرك طفلك عبر قناة الولادة. قد تحتاج بعض الحالات لإحداث شق في المهبل episiotomy، بحيث يمكن للطفل الخروج بسهولة أكبر أثناء الولادة.

المرحلة الثالثة 3rd stage (مرحلة ولادة المشيمة)

و تمتد من خروج الجنين إلي خروج المشيمة و تستغرق من 5 - 10 دقائق، و يجب ألا تتعدي ال 30 دقيقة. خلال هذه المرحلة سيستمر الشعور بتقلصات خفيفة متتالية و لكنها أقل ألمًا مما سبق لتساعد في عملية إخراج المشيمة. يتم إزالة المشيمة من الرحم من خلال سحب الحبل السري برفق مع القليل من الضغط وتدليك الرحم و إعطاء أدوية قابضة للرحم للحد من النزيف.و يجب فحص المشيمة للتأكد من خروجها بالكامل و عدم وجود أي بقايا داخل الرحم، كم يجب فحص منطقة العجان و المهبل للتأكد من عدم وجود أي جروح او تمزقات و خياطتها إذا دعت الحاجة، و جس البطن للتأكد من أن الرحم منقبض و غير مُرتخي لتفادي حدوث نزف ما بعد الولادة، و أنه عند مستوي السرة لإستبعاد حدوث انقلاب الرحم uterine inversion.

المرحلة الرابعة 4th stage (مرحلة الإفاقة)

وتمتد خلال أول ساعتين بعد الولادة، سيتم خلال هذه المرحلة مراقبة النزيف المهبلي و العلامات الحيوية للأم كالحرارة و ضغط الدم و معدل سرعة النبض و إعطاء العلاجات اللازمة كالمسكنات و المضادات الحيوية فقد تشعرين بتقلصات رحمية شبيه بألم الحيض و ذلك لمنع تدفق الدم المفرط و إعادة الرحم لحجمه الطبيعي و تستمر هذه التقلصات غالبا لعدة أيام و تكون مصحوباً بإفرازات مهبلية و التي تكون في البداية حمراء فاتحة، من ثما تصبح تدريجياً وردية، ثم بنية، و تتحول في النهاية في غضون 3 - 4 أسابيع إلى إفرازات صفراء أو بيضاء.

و في نهاية هذه الرحلة الفريدة من نوعها استمتعي بهذا الوقت المميز مع طفلك فقد حقق ألمك وجهودك النتائج المرجوة فابتهجي بمعجزة الولادة.

 

أيهما أفضل الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية

علي الرغم من أن الولادة الطبيعية تحمل الكثير من المعاناة و الشعور بالألم الأمر الذي يجعل النساء تخافها في كثير من الأحيان ، إلا أنها أكثر فائدة و لديها العديد من المزايا و الفوائد لكل من الأم والطفل مثل:

• تحمل مخاطر و آثار جانبية أقل مثل العدوى والنزيف.
• سرعة التعافي و العودة للمنزل
• الآم ما بعد الولادة تكون أقل
• سهولة البدء بالرضاعة الطبيعية
• تعرض الطفل للبكتيريا أثناء مروره بقناة الولادة يعتبر مهم لتطوير المناعة لديه

مخاطر للولادة الطبيعية

• تعسّر الولادة نتيجة كبر حجم الجنين أو اتخاذه وضعية غير صحيحة و ما يترتب عليها من مخاطر مثل إصابة الجنين و إصابة الأعضاء التناسلية للأم
• اضطراب نبض الجنين
• حدوث عدوي و انتان رحمي
• نزيف ما بعد الولادة
• تدلي الحبل السري من المهبل و ما يحمله من خطر انضغاط الأوعية الدموية التي تمر به مما يهدد حياة الجنين. و يزداد خطر حدوثه في حالات وجود الجنين في وضعية غير طبيعية كالوضع المستعرض او المقعدة، و حالات زيادة السائل الأمنيوسي.
• احتباس المشيمة في حالة فشل إخراج المشيمة أو أجزاء منها لمدة أطول من 30 دقيقة
• حدوث تمزقات في قناة الولادة أثناء خروج الطفل و التي قد تحتاج  للخياطة تحت التخدير.
• زيادة خطر حدوث الهبوط الرحمي و تدلي الرحم و المثانة خاصة مع الولادات المتعددة و الصعبة