الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية VBAC

الولادة الطبيعية بعد القيصرية


 يعد الاختيار بين تجربة المخاض و تكرار العملية القيصرية تحديًا لكل من الأطباء والمرضى نظرًا لعدم وجود معايير أكيدة يمكن الاعتماد عليها في التنبؤ بمدي نجاح تقدم المخاض. وحيث أن لكل منهما فوائد و مخاطر لذلك من الصعب تحقيق التوازن بين مزايا الولادة الطبيعية التي ترتبط بمضاعفات و تكلفة أقل و تعافى أسرع، و مزايا الولادة القيصرية التي يمكن التنبؤ بنتائجها، و التي تجنب تجربة المخاض الفاشلة مع إحباطها و مخاطرها، و التي تُزيل خطر انفجار الرحم، ولكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها احتمالية إجراء المزيد من الولادات القيصرية مع مخاطرها المستقبلية في حدوث المشيمة المنزاحة و الملتصقة، حيث تحدث لدى 5% من النساء اللواتي لم يسبق لهن إجراء عملية قيصرية، ولكنها تزيد مع كل ولادة قيصرية لتصل إلى 67 % مع أربع عمليات قيصرية سابقة أو أكثر. و التي تمثل السبب الرئيسي للنزيف الشديد في أكثر من نصف الحالات التي تحتاج لعمليات استئصال الرحم في فترة ما بعد الولادة.



أسباب الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية (VBAC)


ترغب العديد من النساء في خوض تجربة الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، و ذلك لوجود العديد من المزايا للولادة الطبيعية مثل:

• معدلات أقل للمخاطر و المُضاعفات كالعدوى والنزيف والتخثر الوريدي العميق وإصابة أعضاء البطن مثل الأمعاء أو المثانة و تجنب مخاطر الجراحة.


• وقت تعافي أقصر و سرعة العودة للأنشطة اليومية.


• إمكانية الحمل مستقبلاً مع تجنب المخاطر المرتبطة بالولادة القيصرية المتكررة مثل الإلتصاقات نتيجة التندب و مشاكل المشيمة كالمشيمة المتقدمة و المشيمة المُلتصقة.


لذلك يجب دائماً الحث على الولادة الطبيعية إذا لم تكن هناك ضرورة طبية للولادة القيصرية.



التحضير للولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية


• يجب ان يكون الطبيب علي دراية كاملة بتاريخك الطبي شاملاً سجلات العملية القيصرية السابقة وأي عمليات أخرى في الرحم، و عن سبب القيصرية السابقة و التأكد من عدم وجود أي مضاعفات خلال سير الحمل تمنع الولادة الطبيعية.


• يجب مناقشة فوائد ومخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية مع طبيبك و معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الموضوع فبعد الاستشارة من الممكن أن تقرري أنتِ و طبيبك أن تكرار العملية القيصرية سيكون هو الحل الأمثل لك في نهاية الأمر.


• يجب أن تكون الولادة في مستشفى مجهزة للإستعداد للجوء للولادة القيصرية في أي وقت إذا لزم الأمر.
• من المهم أن تدع المخاض يبدأ بشكل طبيعي و أن تكوني مستعدة في حالة حدوث مضاعفات تحتاج إلى عملية قيصرية.


• عند الدخول للمستشفي يجب تحضير أكياس دم و البدء بإعطاء المحاليل الوريدية. كما تحتاج هذه الحالات عند بدء المخاض المراقبة الدقيقة لكل من الأم و الجنين، حيث يجب مراقبة العلامات الحيوية للأم (النبض و ضغط الدم) و علامات انفتاق الندبة السابقة و متابعة الإنقباضات الرحمية و تقدم المخاض و متابعة تخطيط نبض الجنين بشكل مستمر.


• بعد الولادة يجب إبقاء المريضة تحت الملاحظة في المستشفي لمدة 4 ساعات.



من هي الحالات المُرشحة للولادة الطبيعية بعد القيصرية


تصل نسبة نجاح الولادة الطبيعية بعد قيصرية واحدة ل 60 - 80%. فهناك مجموعة من العوامل التي تُساهم في نجاح الولادة الطبيعية بعد قيصرية سابقة، لذلك سيتم فقط ترشيح النساء اللواتي تتوفر فيهن الشروط الآتية للولادة الطبيعية:


• وجود ندبة واحدة فقط سابقة و أن تكون افقية و في الجزء السفلي للرحم ( وهو النوع المستخدم في أغلب الحالات) و تُمنع الولادة الطبيعية في حالة وجود شق عمودي في الجزء العلوي للرحم او اذا كان نوع الشق سابقاً غير معلوم حيث يكون هذا النوع مصحوب بخطورة عالية لتمزق الرحم .


• عدم وجود شقوق سابقة في الرحم لعمليات أخري كإستئصال ورم ليفي.


• عدم حدوث إنفجار رحمي سابقاً. ترتفع نسبة حدوث انفجار الرحم إلي 6% للحالات التي لديها تاريخ سابق لإنفجار الرحم، لذلك يجب ان تتم ولادة هذه الحالات بقيصرية أخري بمجرد وصول الحمل ل 36 - 37 أسبوع و عدم السماح بالدخول في ولادة طبيعية.


• عدم وجود ضيق في الحوض.


• وزن الجنين أقل من 4 كجم و في وضع طبيعي.


• عدم وجود دواعي أخري للقيصرية مثل وجود بعض الظروف الصحية للأم مثل أمراض القلب و المشيمة المُنزاحة او ضعف نبض الجنين...


• وجود ولادة او أكثر طبيعية سابقاَ حيث تزداد احتمالية نجاح الولادة الطبيعية التالية للقيصرية عند وجود ولادة طبيعية مرة على الأقل قبل الولادة القيصرية. تصل نسبة النجاح ل 90٪.


• توفر طاقم طبي و إخصائي تخدير و معدات لإجراء عملية قيصرية في أي وقت.


• أن يكون الفاصل بين الولادة الحالية و الولادة السابقة أكثر من 18 شهر، و يجب عدم محاولة الولادة الطبيعية إذا كانت المدة أقل من 18 شهر حيث ان ذلك يزيد من إحتمالية حدوث انفجار الرحم.



عوامل تقل من فرصة نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية


• اذا تجاوز عمر الأم 35 عاماَ.


• السمنة: كلما زاد وزن الأم (إذا تجاوز مؤشر كتلة الجسم 30 كجم/م2) كلما قلت فرص نجاح الولادة الطبيعية.


• تخطي الحمل 40 أسبوع. يمكن الإنتظار الي ما بعد الاسبوع 40 و يجب انهاء الحمل بولادة قيصرية عند الاسبوع 41 اذا يبدأ المخاض من تلقاء نفسه.


• الحاجة لتحفيز او تسريع المخاض.


• إذا لم يمضي 18 شهر علي الولادة القيصرية. حيث أن خطورة انفجار الرحم تتزايد ل 2.3% في الحالات التي لديها فاصل 18 شهر أو أقل بين الولادة الطبيعية الحالية و الولادة القيصرية السابقة، مقارنة بحدوث انفجار الرحم بنسبة 1% للحالات التي لديها فاصل أكثر من 18 شهر.


• اذا كان وزن الجنين أكثر من 4 كجم. يجب منع الولادة الطبيعية في حالة ما اذا كان وزن الولادة المتوقع أكثر من 4 كجم، حيث بكون مصحوب بخطر انفجار الرحم بنسبة 3.6%.


• سبب القيصرية السابقة: ان فرص نجاح الولادة الطبيعية تقل لحوالي 13% في حالة ما اذا كان سبب القيصرية السابقة تعسر الولادة مع اتساع كامل لعنق الرحم و مع حالات فشل تقدم المخاض. بالتالي يجب إعلام المريضة بتلك النسبة المنخفضة.


• حدوث حمي النفاس بعد القيصرية يؤدي إلي سوء التئام جرح القيصرية و يكون مصحوب بخطورة انفجار الرحم بمعدل ثلاثة أضعاف عند محاولة الولادة الطبيعية بعد القيصرية.


• اذا لم يكن هناك ولادة طبيعية سابقة، حيث أن وجود ولادة طبيعية سابقة يزيد و بشكل كبير فرصة نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية.


• الحمل بتوائم.


• وجود تشوهات خلقية في الرحم يزيد من نسبة حدوث انفجار الرحم ل 8%.



مخاطر الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية


علي الرغم من أن تجربة الولادة الطبيعية ترتبط بمضاعفات أقل من الولادة القيصرية المتكررة إلا انها قد تحمل بعض المخاطر أبرزها :


• الحاجة لإجراء عملية قيصرية طارئة (30 - 40% من الحالات) و الذي عادة يحدث نتيجة فشل تقدم المخاض او نتيجة إضطراب في نبض الجنين fetal distress.


• تمزق (انفجار) الرحم و هي حالة نادرة تحدث في أقل من 1 بالمائة من النساء اللواتي يحاولن الولادة الطبيعية بعد أن يكنّ قد أجرين عملية قيصرية سابقاً. حيث تنفتح ندبة القيصرية السابقة أثناء المخاض نتيجة التقلصات الرحمية القوية. و هي من المضاعفات الخطيرة التي تهدد حياتكِ وحياة طفلكِ. و يلزم في هذه الحالة إجراء عملية قيصرية طارئة لمنع حدوث مضاعفات تُهدِّد الحياة و التي قد تستدعي في بعض الحالات استئصال الرحم.


• النزيف و العدوي


أعراض و علامات انفجار الرحم


• تسارع نبض الأم
• هبوط ضغط الدم
• ألم في مكان الندبة السابقة
• نزيف مهبلي و خروح دم مع البول.
• توقف مُفاجئ للإنقباضات الرحمية 
• أجزاء الجنين تصبح محسوسة عند فحص البطن و  تراجع رأس الجنين للأعلي عند الفحص المهبلي.
• إضطراب نبض الجنين في التخطيط.
• تبرز الجنين نتيجة نقص الأكسجين.

تعليقات

الأكثر مشاهدة

كيفية متابعة الحمل

هرمون الحليب و علاقته بالحمل

كل ما يهمك عن هرمون الحليب

أهم مشاكل قنوات فالوب و تأثيرها علي الحمل

وسائل منع الحمل، كيف تختارين الوسيلة المناسبة

عدم انتظام الدورة الشهرية

الحمل خارج الرحم ما أسبابه؟ وماهي مخاطره؟

طرق تضييق المهبل

أسباب رائحة المهبل الكريهة و طرق التخلص منها

فشل المبيض المبكر، الأسباب و طرق العلاج